الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 11:14 مـ 15 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عمال صندوق النظافة في لحج يشكون تفاوتاً صارخاً في الرواتب مقارنة بزملائهم في عدن رغم جهودهم اليومية المضنية

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 12:23 صـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
عمال نظافة-تعبيرية-
عمال نظافة-تعبيرية-

يتصاعد الغضب والاستياء بين صفوف عمال صندوق النظافة في محافظة لحج، جراء الفارق الكبير في الرواتب مقارنة بنظرائهم في العاصمة المؤقتة عدن، رغم تشابه طبيعة العمل وحجم الجهد المبذول تحت ظروف مناخية قاسية وظروف مهنية صعبة.

216.73.216.81

ويشير الصحفي والناشط المحلي صدام اللحجي إلى أن عمال النظافة في عدن يتقاضون رواتب شهرية تصل إلى 90 ألف ريال يمني، إضافة إلى حوافز ومكافآت دورية تُمنح لهم تقديراً لجهودهم في الحفاظ على نظافة المدينة، في حين يتقاضى زملاؤهم في لحج رواتب لا تتناسب مع حجم المهام التي يضطلعون بها يومياً، والتي تشمل جمع النفايات، وتنظيف الشوارع، ومواجهة تراكمات القمامة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والغبار المستمر.

ويؤكد اللحجي أن عمال لحج يواجهون يومياً تحديات بيئية وصحية كبيرة، إذ يعملون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن يحصلوا على الحد الأدنى من العدالة في الأجر أو حتى الاعتراف المجتمعي بدورهم الحيوي في الحفاظ على الصحة العامة وجمالية المدينة.

الأمر الأكثر إثارة للجدل، وفقاً لللحجي، هو أن إيرادات صندوق النظافة في لحج تُقدّر بمئات الملايين من الريالات شهرياً، جراء الرسوم والضرائب المفروضة على المواطنين والمنشآت، إلا أن هذه الموارد لا تُوجّه كما ينبغي لتحسين أوضاع العمال أو تطوير الخدمات، بل تذهب – حسب مصادر محلية – إلى جيوب لا علاقة لها بالعمل الميداني أو الخدمة العامة.

ويطرح هذا الوضع تساؤلات جوهرية حول مفهوم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين العاملين في القطاع العام، خاصة أولئك الذين يُعدّون من أكثر الفئات تواضعاً وتضحية. فبينما يُنظر إلى عمال النظافة في عدن كشريحة تحظى برعاية نسبية، يبقى نظراؤهم في لحج في طي الإهمال، رغم أن كليهما يؤديان ذات الدور الحيوي في حماية البيئة الحضرية ومنع انتشار الأوبئة.

ويطالب ناشطون محليون ونقابات عمالية الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الإدارة المحلية والسلطة المحلية في لحج، بإعادة النظر في سياسة توزيع الموارد داخل صناديق النظافة، واعتماد معايير شفافة وعدالة في صرف الرواتب بما يعكس حجم العمل والجهد المبذول، لا مكان العمل أو الانتماء الجغرافي.

ويؤكد هؤلاء أن استمرار هذا التفاوت قد يؤدي إلى تراجع كبير في جودة خدمات النظافة في لحج، ويزيد من معاناة العمال البسطاء الذين يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة، في وقت يُفترض أن يكونوا في طليعة المستفيدين من الموارد التي يولدها عملهم اليومي.

موضوعات متعلقة