الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 10:31 مـ 15 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

خرافات زيدية يجب أن ننسفها: حين يصنع كهنة الزيدية تاريخا على مقاسهم

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 11:34 مـ 15 ربيع آخر 1447 هـ
خرافات زيدية يجب أن ننسفها: حين يصنع كهنة الزيدية تاريخا على مقاسهم

منذ أكثر من ألف عام، عمل فقهاء الزيدية الهادوية على صناعة تاريخ مزيّف يبرر وجودهم ويمنح مشروعهم العنصري قداسة زائفة. هذا التاريخ المقولب تم تدريسه في المساجد والمدارس والجامعات على أنه “حقائق”، بينما هو في جوهره منظومة من الأكاذيب التي تخدم السلالة وتحجب عن اليمنيين حقيقتهم وهويتهم.
اليوم، ومع تصاعد الوعي الوطني، بات من الضروري كشف هذه الأكاذيب واحدة تلو الأخرى، ومساءلة الرواية الزيدية كما تُساءل كل منظومة حكم قامت على الخداع.

أكذوبة ان الرسي جاء بدعوة من اليمنيين
تقول الرواية الزيدية إن الكاهن المجرم يحيى بن الحسين طباطبا جاء إلى اليمن بدعوة من أهلها ليُصلح بينهم.
لكن الوقائع التاريخية، كما وثّقها المؤرخون، تكشف أنه جاء غازيا من طبرستان بعد فشل مشروعه هناك، مدفوعا بطموح سياسي وسلالي، فرفضه اليمنيون فعاد صاغرا، ثم تواصل مع عدد محدود اطمعهم في الملك والحكم، فعاد في العام 283 ه ثم استقدم الطبريين كما تذكر كتبهم، كما اعترفت تلك الكتب ان من ناصره من اليمنيين هم قلة قليلة ورفضه الأغلب، وكانت النتيجة انه لم يغادر صعدة الا في محاولة لاحتلال صنعاء فجرح في معركة في بيت بوس كانت سبب موته خانعا ذليلا في صعدة التي عاد اليها.

أكذوبة أن الإمامة حكمت اليمن 1300 عام
يردّد الكهنة أن “الإمامة الزيدية حكمت اليمن أكثر من ألف عام”، لتوهم الأجيال أن حكمهم طبيعي ومستمر.
لكن الحقيقة أن تلك الدويلات المتناحرة لم تحكم اليمن إلا في فترات متقطعة ومتباعدة، وفي نطاقات محدودة من صعدة وشمال الشمال، وغالبا ما وُجد أكثر من إمام في الوقت ذاته يتقاتلون على الإمامة، حتى وصلوا في احد الفترات الى خمسة أئمة كل امام يدعوا لنفسه ويقاتل الآخرين.
إجمال سنوات حكمهم المتقطع لا تتجاوز مائة عام، ومعظمها فترات حروب وفوضى وانقسام، لا حكم ولا دولة.

أكذوبة أن يحيى الرسي كان فقيها ومجتهدا
يروج فقهاء الزيدية أن مؤسس مذهبهم في اليمن كان فقيها مجتهدا جاء لنشر العلم.
لكن كتبه ورسائله تكشف عن عقلية تكفيرية متعصبة، مليئة بالشتائم والتحريض على قتل المخالفين، وتُظهره كداعية سلالة لا كفقيه علم، ابتكر مذهبه من أحلام الحكم الهاشمي، وخرافات الجارودية، ونفسه الأثيمة المتعطشة للحكم على أساس الخراب.
لم يخلّف الرسي مدرسة علمية ولا تلاميذ في الفقه أو الحديث، بل خلّف سلالة من المتعصبين الذين رأوا في اليمن أرضا موعودة لحكم “البطنين”.
يمكن مراجعة كتابه الأحكام التي تبين فكرا شاذا ومتخلفا وعنصريا وتكفيريا من أول اشتراطه الولاية كطريق أوحد الى الإسلام، حتى فتاويه في قتل من يخالفه ونهب أراضيهم وسبي نساءهم.

أكذوبة أن الزيدية أقرب إلى السنة
من أكثر الأكاذيب رواجا قولهم إن الزيدية “أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة”.
لكن عند النظر في الأصول الاعتقادية، نجد التطابق التام بينهم وبين الاثني عشرية في مفهوم الإمامة والعصمة والولاية وسبّ الصحابة.
الاختلاف بينهم في التفاصيل الفقهية لا يغيّر من جوهر الفكرة: حصر الحكم في آل البيت، وتكفير الأمة التي لا تؤمن بولايتهم.

وقد كتبت مقالا موثقا من كتبهم ومقارنة لفكرهم بفكر الاثنا عشرية أكدت جميعها ان الزيدية لا تختلف عن الاثنا عشرية الا في عدد الأئمة، ما يجعل الزيدية أخطر واكثر دموية.

أكذوبة أن القبائل ناصرت الرسي
يزعم الكهنة أن قبائل اليمن فتحت ذراعيها ليحيى الرسي، بينما تكشف المصادر أنه لم يجد ناصرا من القبائل اليمنية، وأن أنصاره الأوائل كانوا من “الأبناء” الفرس والطبريين الذين جاؤوا معه، وأنه دخل في حروب متواصلة ضد همدان وخولان وبلاد صعدة.
فالقبيلة اليمنية كانت ضحية مشروعه لا شريكته، ولهذا اشتغل أئمة الزيدية على ضرب القبيلة وتشويه القبائل وضرب بعضهم ببعض كما يقول أكثر من إمام زيدي صراحة.

أكاذيب لتشويه رموز اليمن وفكرهم
من نشوان بن سعيد الحميري إلى الهمداني والشوكاني وعلي بن الفضل، كل من مثّل فكرا حرا أو دعوة للمساواة أو دولة يمنية واجه تشويها زيديا منظّمًا.
اتهموا نشوان بالزندقة، والهمداني بالإلحاد، والشوكاني بالتعصب، وعلي بن الفضل بالكفر والفقيه سعيد انه يهودي، واطلقوا على ثوار سبتمبر انهم منافقون ومدسترون وأعداء الدين.
كانت التهمة جاهزة لكل من فضح خرافة الاصطفاء أو دعا لدولة مدنية، لأن “العلم” في نظر الأئمة لا يجوز إلا لمن يسبّح بحمدهم.

أكذوبة أنهم نشروا العلم واهتموا بالدين
الحقيقة أن فترات حكم الأئمة كانت عصور ظلام وجهل وانغلاق.
هدموا المدارس، وجرى تحريم تعليم النساء، ومنعت كتب الفقهاء والعلماء الذين لا ينتمون إلى “البطنين”، واحرقت المكتبات
العلم الوحيد الذي شجعوه هو فقه الجباية والقتل والتمييز، ولم يتركوا مأثرة علمية واحدة او معلما يمكن الحديث عنه.

أكذوبة أنهم حكموا اليمن أو نصفها
لم يحكم أي إمام زيدي كل اليمن ولا نصفها اليمن يوما، لا جغرافيا ولا سياسيا.
كانت سلطتهم محصورة في الجبال الشمالية، بينما بقيت تهامة وعدن وتعز وحضرموت وإب والبيضاء تحت حكم سلاطين وملوك ودول يمنية أخرى: الرسولية والطاهرية والصليحية والزيادية وحتى الأيوبيين والعثمانيين.
فكرة “اليمن الزيدي” مجرد اختراع لتضليل الأجيال.

أكذوبة الجهاد الزيدي
لا يوجد في تاريخ الأئمة الزيدية جهاد واحد ضد غير اليمنيين أو ضد أعداء الإسلام.
جميع حروبهم كانت داخلية ضد اليمنيين: قبائل، مدن، دول وطنية، أو مصلحين، ورؤيتهم لليمن دار حرب
لم يواجهوا صليبيا ولا غازيا، بل وجّهوا سيوفهم دائما نحو صدور اليمنيين.
بل لم يحج من أئمتهم إماما واحدا الى بيت الله الحرام، فرؤيتهم أن الحرمين يجب تحريرهم من المسلمين، وهي الفكرة التي يرددها الحوثي اليوم

أكذوبة نفي العلاقة بالصفوية والاثني عشرية
يحاول الزيديون المعاصرون، خصوصا الحوثيون، إنكار صلتهم بالصفوية والإثني عشرية.
لكن كتب أئمتهم، من أحمد بن سليمان إلى عبدالله بن حمزة، تعج بالاقتباسات المشتركة والعقائد المتطابقة.
بل إن التحالف الفكري والمذهبي والسياسي بين الحوثيين وإيران اليوم هو إعادة إنتاج لذلك الارتباط القديم الذي بدأ مع الرسي واستمر عبر القرون.

خاتمة: الحقيقة لا تموت
لقد آن الأوان لكشف الأكاذيب الزيدية التي كبّلت وعي اليمنيين قرونا.
فكل خرافة دينية أو تاريخية روّجها الأئمة كانت تهدف إلى هدف واحد: تبرير الكهانة وحكم السلالة واستحلال دماء اليمنيين واموالهم وأعراضهم، والوصول الى السلطة بأي ثمن.
واليوم، بعد أن انكشف الوجه الحوثي القبيح كامتداد طبيعي لذلك الفكر الزيدي، باتت معركة الوعي واجبا وطنيا.
فلا نهضة لليمن إلا بتحرير تاريخه من أيدي الكهنة الذين جعلوا من الكذب عقيدة ومن اليمنيين أسرى لتاريخ مزوّر.

216.73.216.81