السعودية تطلق تطبيق ”هيوماين تشات”.. أول محادثة ذكية عربية تعتمد على نموذج لغوي محلي ”علّام”

أعلنت شركة "هيوماين" السعودية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق تطبيق "هيوماين تشات"، ليكون أول تطبيق محادثة ذكي باللغة العربية يعتمد على نموذج لغوي ضخم محلي يحمل اسم "علّام".
216.73.216.109
يُعد هذا الإطلاق نقلة استراتيجية تضع المملكة العربية السعودية في صلب المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، في وقت تتسابق فيه شركات عالمية كبرى مثل "OpenAI" و"جوجل" و"أنثروبيك" للهيمنة على هذا القطاع.
دعم ثنائي للغة والهوية الثقافية
يمتاز "هيوماين تشات" بقدرته على العمل باللغتين العربية والإنجليزية، مع دعم أكثر من 26 لهجة عربية محلية تشمل اللهجات الخليجية، المصرية، واللبنانية، يعكس هذا التوجه وعياً ثقافياً عميقاً بأهمية الحفاظ على الهوية اللغوية في مسيرة الابتكار التكنولوجي.
مشروع يتجاوز التقنية إلى السيادة الرقمية
أشار الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إلى أن التطبيق يمثل مشروعاً وطنياً واعداً يجمع بين الموثوقية التقنية والرؤية الاستراتيجية للقيادة السعودية، خاصة ضمن جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتأسيس السعودية كـ مرجع عالمي في الذكاء الاصطناعي وتعزيز حضور اللغة العربية رقمياً.
من "علّام" إلى "هيوماين تشات": قصة تطوير محلية خالصة
انطلقت رحلة "هيوماين تشات" من خلال استحواذ "هيوماين" على مشروع "علّام" من "سدايا"، وهو أول نموذج لغوي عربي ينافس النماذج العالمية، شارك في تطويره أكثر من 120 متخصصاً في الذكاء الاصطناعي، نصفهم من النساء، ما يعكس التوجه نحو تمكين المواهب الوطنية.
تم تدريب النموذج على فهم السياقات الثقافية والاجتماعية المحلية، ما يمنحه ميزة تنافسية أمام النماذج الغربية التي غالباً ما تنطلق من خلفيات لغوية وثقافية مختلفة.
استثمارات استراتيجية في البنية التحتية
ضمن استراتيجية أوسع يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وقّعت "هيوماين" اتفاقيات مع شركتي "NVIDIA" و**"AMD"** لتأمين شرائح إلكترونية متقدمة سيتم استخدامها في مراكز بيانات ضخمة بطاقة تصل إلى 1.9 جيجاواط بحلول 2030.
تعزيز المحتوى العربي وتعليم اللغة العربية
يلبي التطبيق فجوة كبرى في العالم الرقمي من خلال إثراء المحتوى العربي الرقمي، وتقديم تجربة محادثة مدعومة بلغة عربية فصيحة ولهجات متعددة. كما يساعد غير الناطقين بالعربية على تعلم اللغة من خلال التفاعل المباشر مع محتوى عربي متنوع مكتوب ومرئي ومسموع.
الجانب الديني والثقافي حاضر بقوة، إذ تحمل اللغة العربية مكانة خاصة باعتبارها لغة القرآن الكريم، ما يمنح "هيوماين تشات" بعداً روحياً وهوية متجذرة.
الاقتصاد الرقمي ورؤية السعودية 2030
يتكامل إطلاق "هيوماين تشات" مع خطة المملكة لتعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث كشفت الشركة عن نيتها تأسيس صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات التقنية الناشئة.
وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبد الله السواحه، أن "هيوماين" تجسّد التزام المملكة بالتحول إلى مركز عالمي للتقنيات الناشئة، في انسجام تام مع رؤية السعودية 2030.
أداة استراتيجية متعددة الاستخدامات
التطبيق لا يقتصر على التواصل، بل يمتد ليشمل مجالات واسعة مثل:
-
التعليم الذكي
-
الرعاية الصحية
-
الصناعة الذكية
-
الخدمات المالية
-
دعم اتخاذ القرار الحكومي
كما أنه يعكس التزام السعودية بالتوازن بين الابتكار التقني وحماية خصوصية البيانات، في توافق مع المعايير الأخلاقية والتشريعية الدولية.
منافسة عالمية... ورؤية عربية مستقلة
رغم وجود منافسين كبار مثل ChatGPT، Gemini، وClaude، إلا أن "هيوماين تشات" يتميز بتوجهه نحو الناطقين بالعربية، وهي شريحة لم تحظَ باهتمام كافٍ من النماذج الغربية.
الدعم الحكومي والمالي الواسع يمنح المشروع فرصاً قوية للنجاح والاستمرارية، خصوصاً مع توسع الاستثمارات الرقمية الضخمة في المملكة.
بداية لنموذج ذكاء اصطناعي عربي مستقل؟
يمثل "هيوماين تشات" أكثر من مجرد تطبيق، بل يُنظر إليه كبداية لتأسيس نموذج عربي مستقل في الذكاء الاصطناعي، ينتقل بالعالم العربي من مجرد مستخدم للتقنيات إلى مطور لها، بفضل استثمار شامل في البنية التحتية، البيانات، والموارد البشرية.