السعودية تُحدث ثورة في رعاية الحجاج الصحية خلال موسم حج 2025.. تقنيات ذكية واستجابة تفوق المعايير العالمية

في موسم حج استثنائي للعام 2025، كشفت المملكة العربية السعودية عن تحوُّل كبير في مستوى الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، قائم على توظيف تقنيات متقدمة ورؤية استراتيجية ترتكز على تحسين تجربة الحج وتحويلها إلى نموذج عالمي في الرعاية الوقائية والتدخل السريع.
وزير الصحة: التحول الصحي في الحج أصبح واقعًا
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، في "ندوة الحج الكبرى"، حيث أعلن عن إدخال منظومة مبتكرة تشمل الطائرات دون طيار (درون) لنقل الأدوية، وأنظمة ذكية لمتابعة المرضى عن بعد، ووحدات تدخل سريع مزودة بتقنيات عالية، مؤكدًا أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو دمج الابتكار في خدمة ضيوف الرحمن.
درونات الأدوية.. من 90 دقيقة إلى 6 فقط
في نقلة نوعية، بدأت وزارة الصحة استخدام الدرون لنقل الإمدادات الطبية إلى المستشفيات الميدانية في المشاعر المقدسة، ما اختصر زمن التوصيل من 90 دقيقة إلى 6 دقائق فقط. وأكد الوزير أن هذا التقدم التقني يعزز سرعة الاستجابة في الحالات الطارئة، وينقذ حياة المرضى، خصوصًا في ذروة الزحام.
الرعاية الذكية: عملية قلب ومتابعة عن بعد
كما استعرض الجلاجل حالة أحد الحجاج الذي خضع لعملية قسطرة قلبية داخل المشاعر، وتمت متابعة حالته الصحية بعد خروجه من المستشفى عبر ساعة ذكية ترصد النبض والضغط ونسبة الأكسجين، حيث كانت بياناته تُعرض مباشرة على شاشة الطاقم الطبي عن بُعد، في مثال على تكامل الرعاية والتقنية.
إنقاذ حاج أوغندي من سكتة دماغية خلال 36 دقيقة
في واحدة من أسرع الاستجابات الطبية، تم إسعاف حاج يبلغ من العمر 66 عامًا تعرّض لسكتة دماغية أثناء الصلاة بالحرم المكي. نُقل خلال 16 دقيقة فقط، وتلقى العلاج الكامل خلال 36 دقيقة، وخرج من المستشفى خلال 24 ساعة. وعلق الوزير: “هذا المعدل يتجاوز المقاييس العالمية في التدخل العاجل”.
السلوك الصحي الوقائي: ركيزة الحج الآمن
وشدد الوزير على أن الوقاية لا تقل أهمية عن العلاج، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”ثلاثية السلوك الصحي”، والتي تشمل:
-
التحصينات الطبية وإثبات القدرة الصحية على أداء المناسك.
-
الوعي بالمخاطر البيئية كالتعرض لأشعة الشمس، وأهمية شرب الماء.
-
الالتزام بالتعليمات والتنظيمات الصحية والأمنية خلال التفويج.
وأكد أن المملكة تسعى إلى جعل هذه المنظومة الصحية نموذجًا يحتذى عالميًا، وأن الابتكار في خدمة الحاج مسؤولية شرعية وإنسانية.
مواجهة حرارة الصيف: تلطيف ذكي وبيئة مريحة
لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، فعّلت السعودية مشاريع تبريد متقدمة تشمل:
-
تركيب آلاف المراوح الضبابية في المشاعر.
-
توسعة شبكات المياه المبردة.
-
تشغيل مظلات ضخمة مزودة بأنظمة تبريد ذكية.
-
استخدام حساسات حرارية لضبط الرذاذ والتبريد حسب الحاجة.
وتهدف هذه الخطوات إلى توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج، وتقليل الإجهاد الحراري.
بنية صحية متطورة.. واستعداد غير مسبوق
من جانبه، أكد وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق الربيعة، أن المملكة أتمت تنفيذ مشروعات بنية تحتية متطورة في المشاعر، منها:
-
تظليل 170 ألف متر مربع بمناطق الانتظار والتنقل.
-
زراعة 20 ألف شجرة لتعزيز التلطيف الطبيعي.
-
إنشاء مسارات مطاطية لتسهيل حركة المشاة.
-
تجهيز 15 وحدة إسعاف متنقلة و71 نقطة تدخل سريع.
-
توزيع 64 مجمعًا صحيًا في المشاعر لخدمة الحالات الطارئة.
وأوضح أن هذه الإنجازات تأتي ضمن أهداف رؤية السعودية 2030 لتحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
رؤية شاملة وخدمة إنسانية
وتعكس هذه التطورات التزام المملكة بتحقيق شعار: “خدمة الحاج شرف”، عبر تقديم خدمات إنسانية متكاملة، ومواكبة أحدث التقنيات العالمية في القطاع الصحي.
كما أكد عدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة أن الجهود السعودية تمثل امتدادًا لعقود من العطاء والرعاية الكريمة للمسلمين حول العالم، مؤكدين أن الحج بات نموذجًا حضاريًا بامتياز.