• الرئيسية
• المشهد السعودي

في ضوء الضغوط المالية المتزايدة الناتجة عن انخفاض أسعار النفط وتراجع العائدات، كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن احتمالية إعادة النظر في أولويات الإنفاق الحكومي، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. ويأتي هذا التوجه كجزء من استراتيجية أوسع تسعى المملكة من خلالها إلى التكيف مع المتغيرات العالمية وضمان استقرار الاقتصاد الوطني.

رغم العجز.. الرياض تتمسك بإنفاق محفز للنمو

وعلى الرغم من تسجيل عجز متزايد في الميزانية والحساب الجاري، وتنامي مستويات الدين العام، أوضح الوزير أن المملكة لا تنوي تقليص الإنفاق في الوقت الراهن. وبيّن الجدعان أن الحكومة السعودية ستواصل ضخ الاستثمارات والإنفاق العام بوتيرة ثابتة، مع التركيز على دعم القطاعات غير النفطية التي تمثل محورًا رئيسيًا في رؤية المملكة للتحول الاقتصادي.

تفادي فخ "الازدهار والركود" بسياسات مرنة

وأشار وزير المالية إلى أن المملكة لا ترى في العجز المالي خطرًا إذا كان يحقق أهدافًا تنموية واضحة. ولفت إلى أن العجز المتوقع الذي قد يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لا يشكل مصدر قلق، طالما أن الإنفاق يسهم في تعزيز النمو وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن الحكومة تتبنى سياسات اقتصادية مرنة تتماشى مع تغيرات الدورة الاقتصادية وتراعي توازنًا دقيقًا بين النمو والاستقرار المالي على المدى البعيد.

استراتيجية تكرير النفط كأداة للتعويض

وفي موازاة التحولات المالية، تواصل السعودية تعزيز نشاطها في مجال تكرير النفط، وهو ما يتيح لها الاستفادة من الهوامش الربحية المرتفعة، في محاولة لتعويض خسائر التراجع في أسعار الخام والصادرات النفطية. وتعد هذه الاستراتيجية جزءًا من أدوات التحوط الاقتصادي التي تعتمد عليها المملكة للتكيف مع تقلبات السوق، والحيلولة دون تأثر الاقتصاد المحلي بالصدمات النفطية المباشرة.

تخطيط طويل الأمد لتعزيز الصمود الاقتصادي

توقّع الوزير استمرار الضغوط على أسواق النفط خلال الفترة المقبلة، نتيجة وفرة المعروض العالمي وعدم وضوح الصورة حول مستقبل الاستهلاك. وأكد أن قدرة السعودية على الحفاظ على توازن مالي مستدام في ظل هذه الظروف تنبع من خططها الطويلة الأجل، ومن التزامها بتعزيز مصادر الدخل البديلة بعيدًا عن النفط. وتعكس هذه الرؤية استشرافًا دقيقًا للتحديات المقبلة، واستعدادًا لمواجهتها بآليات مالية واقتصادية مدروسة.