الأحد 19 أكتوبر 2025 11:43 صـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

قصة غريبة من الصين.. عروس تُلغى زفافها وتطالب خطيبها بتعويض مادي عن ”العناق”

الأحد 19 أكتوبر 2025 12:50 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
تقاليد الزواج الصينية
تقاليد الزواج الصينية

أشعلت سيدة صينية جدلاً واسعاً بعد أن طالبت عائلة خطيبها السابق بدفع 30 ألف يوان كـ«رسوم عناق» عقب إلغاء زفافهما، وهي حادثة نادرة أثارت سخرية وغضباً كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقاً لتقارير صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، فقد بررت الفتاة طلبها الغريب بأنها كانت تمر بحالة نفسية صعبة بعد فسخ الخطوبة، فيما اعتبرت عائلة العريس أن المطلب غير منطقي وغير قانوني.

خلفية العلاقة وبداية الأزمة

بدأت قصة الخطيبين العام الماضي عندما جمعتهما إحدى الخاطبات في مدينة بينجدينجشان بمقاطعة خنان الصينية. وتقدّم الشاب رسميًا لخطبة الفتاة في يناير الماضي، وبدأ الطرفان التحضير لحفل الزفاف المقرر في نوفمبر، وكما جرت العادة في الصين، قدّمت عائلة العريس مهرًا ماليًا لعائلة العروس امتناناً لتربيتها، بالإضافة إلى حجز فندق وتجهيز الدعوات والملابس الخاصة بالمناسبة.

قرار مفاجئ بإلغاء الزفاف

لكن قبل أسابيع من الموعد المنتظر، قررت العروس التراجع عن الزواج بشكل مفاجئ، معللة ذلك بأنها اكتشفت ضعف الدخل المالي للعريس وعدم قدرتها على مواصلة الحياة معه، وقالت الخاطبة التي أشرفت على الخطوبة، وتدعى "وان"، إن العروس «تراجعت بعدما علمت أن دخل الشاب محدود للغاية».

«رسوم عناق» تثير الدهشة

وعند مطالبة عائلة العريس باسترداد المهر، وافقت العروس على إعادة المبلغ لكنها اشترطت الاحتفاظ بـ30 ألف يوان كـ«رسوم عناق»، مدعية أن هذا المبلغ يعوضها عن الجهد النفسي والمصاريف التي تحملتها خلال فترة العلاقة، في المقابل، رفضت أسرة العريس هذا الطلب معتبرة أن العناق الذي حدث بينهما تم أثناء جلسة تصوير الزفاف وبطلب من المصور فقط، دون أي تجاوزات.

القضاء يتدخل لإنهاء النزاع

بعد فشل محاولات الصلح، لجأ الطرفان إلى المحكمة التي أصدرت حكمًا يقضي بإلزام عائلة العروس بإعادة 170.500 يوان (نحو 24 ألف دولار أمريكي) خلال 15 يومًا، غير أن العروس لم تنفذ الحكم في الموعد المحدد، ما دفع العريس إلى عرض قضيته على وسائل الإعلام لاستعادة حقوقه.

جدل مجتمعي حول «المهر» والعادات الصينية

أعادت هذه الواقعة الجدل حول تقاليد المهر في الصين، إذ يعتبر دفع مبالغ كبيرة شرطاً أساسياً لإتمام الزواج، وغالباً ما يسبب عبئاً مالياً كبيراً على عائلات الرجال، ويتراوح المهر عادة بين 100 ألف و500 ألف يوان، أي ما يعادل 70 ألف دولار أمريكي، مما يجعل تكاليف الزواج من أكثر القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل في المجتمع الصيني الحديث.

تحليل

تُظهر حادثة «رسوم العناق» مدى تعقيد العلاقات الاجتماعية في الصين الحديثة، حيث تتقاطع العادات التقليدية مع ضغوط الحياة المادية والنفسية، وبينما يرى البعض أن الفتاة تسعى لاستغلال الموقف مادياً، يعتقد آخرون أن القضية تكشف عن أزمة أعمق تتعلق بارتفاع تكاليف الزواج وصعوبة التفاهم بين الأجيال الجديدة.