• الرئيسية
• منوعات

في لقاء صريح وعميق، كشفت النجمة اللبنانية أمل حجازي عن تفاصيل قرارها الأخير بخلع الحجاب، بعد سنوات من الالتزام به تزامناً مع اعتزالها الفن عام 2017، لترسم بذلك فصلاً جديداً في مسيرتها الحياتية والروحية، يعكس تطوراً داخلياً وبحثاً مستمراً عن التوازن والطمأنينة.

216.73.216.139

وتحدثت حجازي، في حوار مطول مع الإعلامية نضال الأحمدية، عن الأسباب التي دفعتها لارتداء الحجاب في المقام الأول، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب رحلة معاناة طويلة مع مرض السرطان، الذي أُصيبت به قبل نحو عشر سنوات. وأشارت إلى أن التعافي من المرض، الذي استغرق نحو عام أو عامين، كان نقطة تحوّل كبرى في حياتها، حيث غيّر من نظرتها للحياة، وأعاد ترتيب أولوياتها، ودفعها للتقرب من الله والانقطاع عن الوسط الفني.

وقالت حجازي: "بعد معاناتي مع المرض، شعرت بأنني ولدت من جديد. كل شيء في حياتي تغير، وقررت أن أعيش بحسب ما يمليه عليّ قلبي وروحي في ذلك الوقت. وكان الحجاب جزءاً من تلك الرحلة، لأنه شعرت آنذاك أنني أقترب من الله بهذا الشكل".

لكن النجمة اللبنانية كشفت أن قرار خلع الحجاب لم يأتِ تراجعاً أو انتقاصاً من قيمتها الدينية، بل كان نتاج تفكير عميق ونضج روحي، مؤكدة أن التقوى والنية الصادقة هما الأساس في العلاقة مع الله، وليس الشكل الظاهري.

وأضافت بلهجة واثقة ومتزنة: "ربنا اللي طالبه مننا القلب السليم، ومساعدة الناس، والتواضع، والعمل الصالح. ولو كان ربنا يريد منا تغطية الشعر لقالها بشكل مباشر: يا أيها النساء غطوا شعوركن. لكن ما قالش كده، فالمطلوب منا هو الإخلاص والنية الطيبة".

وأكدت حجازي على احترامها التام لجميع النساء المحجبات، مشددة على أن الحجاب قرار شخصي وحريّة فردية لا يُمكن فرضها أو تقييمها من قبل الآخرين. وقالت: "مع احترامي الشديد لكل محجبة، هذا قراري أنا، وكل امرأة حرّة في اختيار ما يريحها نفسياً وروحياً. المرأة اللي نفسيتها مرتاحة، بتعرف تعمل كل حاجة في حياتها، وتكون أقوى وأصدق مع نفسها ومع ربها".

وأثار حديث أمل حجازي جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المتابعون بين مؤيد يُثمن شجاعتها في التعبير عن رأيها بحرية، ومعارض يرى أن قرار خلع الحجاب يتناقض مع الصورة التي اعتاد الجمهور رؤيتها لها في السنوات الماضية.

لكن ما لا يمكن تجاهله هو أن أمل حجازي، التي كانت واحدة من أبرز أيقونات الغناء في العالم العربي في العقد الأول من الألفية، تواصل اليوم رحلة بحثها عن الذات، بعيداً عن الأضواء، ولكن بحضور قوي في قلوب من يقدرون الشفافية والصدق.