الأحد 7 سبتمبر 2025 09:24 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نقلة طبية تاريخية في عدن: تشغيل أحدث أجهزة القلب والتحاليل بمستشفى يُغير مصير آلاف المرضى

الأحد 7 سبتمبر 2025 09:22 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
التدشين
التدشين

شهد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، اليوم الأحد، في العاصمة عدن، تدشينَ تشغيل مجموعة من الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة في مستشفى الأمير محمد بن سلمان التخصصي، في خطوة تُعد نقلة نوعية في مسار تطوير البنية التحتية الصحية باليمن، وتعزز من قدرات التشخيص والعلاج الدقيقة، بفضل الدعم السخي من المملكة العربية السعودية، ممثلة في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

216.73.216.139

وقد استُهل الحدث الكبير باستقبال رسمي لرئيس الوزراء لدى وصوله إلى مبنى المستشفى، حيث كان في مقدمة مستقبليه نائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور صادق الجماعي، ونائب محافظ عدن بدر معاون، والمدير التنفيذي للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن المهندس أحمد المدخلي، إلى جانب وكيل وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد الكمال، ومدير المستشفى الدكتور أحمد عبدالعزيز، وعدد من القيادات الصحية والتنفيذية في المحافظة.

وتحت شعار "نحو رعاية صحية متقدمة لخدمة الشعب اليمني"، أُقيم حفل تدشين رسمي حضره عدد من المسؤولين والخبراء الطبيين والإداريين، حيث تم الكشف عن أحدث الأجهزة الطبية التي تم تركيبها وتزويدها للمستشفى، ومن أبرزها:

  • جهاز الأشعة المقطعية المتطورة (CT Scan) المتخصصة في مجال أمراض القلب، وهو الأول من نوعه في اليمن، ويُعد من أحدث الأنظمة العالمية في تصوير الشرايين التاجية وتقييم الحالات القلبية بدقة عالية، مما يقلل من الحاجة إلى عمليات تشخيصية جراحية.

  • جهاز التحاليل المختبرية المتكامل "كوباس بيور" (Cobas Pure)، الذي يُمكّن من إجراء آلاف التحاليل اليومية بدقة فائقة وسرعة عالية، ويُستخدم في تشخيص الأمراض المزمنة والفيروسية مثل السكري، والتهاب الكبد، وفيروس نقص المناعة، ويشمل تحليلات الدم، والكيمياء الحيوية، والهرمونات، وغيرها من الفحوصات الدقيقة.

وفي كلمة مؤثرة خلال الحفل، أعرب رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك عن خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله –، ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، على وقوفهم الدائم إلى جانب الشعب اليمني في مختلف الظروف، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تفرضها الأزمة الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وأكد رئيس الوزراء أن مستشفى الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد منشأة صحية، بل هو صرح طبي وطني وشامخ يقدم خدماته الطبية والجراحية مجاناً للمواطنين اليمنيين، ويشكل نموذجاً متميزاً للتعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن دعم الأشقاء في المملكة يأتي امتداداً لموقفهم الثابت في دعم الاستقرار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية في مختلف المجالات.

وأضاف: "إدخال هذه الأجهزة المتطورة يُعد خطوة استراتيجية في تطوير البنية التحتية الصحية، ورفع كفاءة العمل الطبي، وتحسين جودة الخدمات العلاجية والتشخيصية، بما ينعكس إيجاباً على حياة المرضى، ويقلل من معاناة آلاف الأسر التي كانت تضطر للسفر إلى الخارج للعلاج".

وأشار بن بريك إلى أن الحكومة اليمنية تولي اهتماماً خاصاً بقطاع الصحة، وتسعى جاهدة لتعزيز الشراكات الدولية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية، لضمان استدامة المشاريع الصحية، وتطوير الكوادر الطبية، وتحقيق التغطية الشاملة للخدمات الطبية في جميع المحافظات.

من جانبه، أكد المهندس أحمد المدخلي، المدير التنفيذي للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أن تدشين هذه الأجهزة يأتي في إطار خطة متكاملة تتبناها المملكة لدعم القطاع الصحي في اليمن، كأحد الركائز الأساسية في جهود الإغاثة والتنمية. وأوضح أن البرنامج نفذ حتى الآن 265 مشروعاً ومبادرة تنموية في 14 محافظة يمنية، تشمل قطاعات الصحة، التعليم، المياه، الطاقة، النقل، والزراعة، وغيرها من المجالات الحيوية.

وأشار المدخلي إلى أن المستشفى يُعد أحد أبرز نماذج النجاح في هذا المضمار، حيث أصبح مركزاً إقليمياً متقدماً في جراحة القلب والجهاز التنفسي، ويوفر خدماته لآلاف المرضى من مختلف المحافظات اليمنية، دون تمييز.

وخلال الحفل، قدمت إدارة مستشفى الأمير محمد بن سلمان عرضاً مفصلاً عن إنجازاتها منذ افتتاحه، مشيرةً إلى أن المستشفى نجح في إجراء أكثر من 19 ألف عملية جراحية، من بينها أكثر من 7 آلاف عملية قلب مفتوح وقسطرة قلبية ناجحة، كما قدّم أكثر من 3 ملايين و242 ألف خدمة طبية للمراجعين، من كشف طبي، وتحاليل، وأشعة، وعمليات، وعلاجات متخصصة.

عقب الحفل، قام رئيس الوزراء بجولة تفقدية موسعة داخل أقسام المستشفى، حيث تابع عن كثب آلية عمل الأجهزة الجديدة، واستمع إلى شرح مفصل من الكوادر الطبية حول إمكانياتها التشخيصية، ودورها في تقليل وقت الانتظار، ورفع دقة النتائج، وتحسين تجربة المريض.

وأكد بن بريك في تصريحات صحفية عقب الجولة أن الحكومة ملتزمة بمواصلة تعزيز التعاون مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، لضمان استدامة تطوير الخدمات الطبية، وتوسيع نطاق التغطية الصحية، لا سيما في المناطق النائية التي تعاني من نقص حاد في المنشآت العلاجية المتخصصة.

وأشار إلى أن مثل هذه المشاريع لا تُحدث أثراً إنسانياً فحسب، بل تُسهم في بناء الثقة بين الشعب والدولة، وترسخ مبدأ الدولة المدنية القائمة على الخدمة العامة، داعياً كافة الشركاء الدوليين والمنظمات الإنسانية إلى مضاعفة دعمهم للقطاع الصحي في اليمن، في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية.

ويُعد مستشفى الأمير محمد بن سلمان، الذي افتتحه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أحد أبرز المشاريع الطبية في اليمن، ويُعد نموذجاً يُحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة مجاناً، وبجودة تُنافس المستشفيات المتقدمة في المنطقة، في ظل تحديات كبيرة تواجهها البلاد.

ويُنظر إلى هذا التدشين كخطوة مهمة نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وبناء نظام صحي قوي ومستدام، يُسهم في تحسين جودة الحياة للمواطن اليمني، ويُعزز من فرص بناء السلام والاستقرار في المستقبل القريب.