الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 06:39 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تصعيد غير مسبوق .. إسرائيل تستهدف قادة حماس في قطر وتتهمهم بأحداث 7 أكتوبر

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 04:32 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في قطر
إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في قطر

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) قبل قليل تنفيذ عملية جوية دقيقة استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس داخل العاصمة القطرية الدوحة، وتأتي هذه العملية بعد سلسلة تهديدات إسرائيلية متكررة بملاحقة قادة الحركة في أي مكان، محمّلة إياهم المسؤولية الكاملة عن أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من تصعيد عسكري.

تفاصيل العملية الجوية

216.73.216.105

وفقًا لبيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد جرى تنفيذ العملية عبر سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام ذخيرة عالية الدقة، وبناءً على معلومات استخباراتية موسعة، وأكد البيان أن الضربة وُجهت ضد قادة وصفتهم تل أبيب بأنهم "العقل المدبر" لسنوات من نشاط حماس، والمسؤولون المباشرون عن الهجوم الكبير في 7 أكتوبر 2023 الذي ما زالت تداعياته تلقي بظلالها على المشهد الإقليمي.

وأضاف الجيش أن الخطط الميدانية للعملية تضمنت إجراءات استثنائية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، شملت اختيار نوعية الذخائر وتوقيت الاستهداف، بالإضافة إلى جمع معلومات ميدانية دقيقة من مصادر مختلفة.

استهداف وفد حماس المفاوض

من جهتها، ذكرت منصة أكسيوس الأميركية أن الضربة الجوية استهدفت تحديدًا الوفد المفاوض لحماس في الدوحة، وذلك خلال اجتماع كان مخصصًا لمناقشة مقترح أميركي بشأن التهدئة، وتشير هذه المعلومات إلى أن العملية لا تحمل فقط طابعًا عسكريًا، بل أيضًا رسالة سياسية تستهدف قطع مسار المفاوضات وإرباك موقف الحركة في أي محادثات مستقبلية.

إسرائيل: "لن يفلتوا من العقاب"

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية تأتي في إطار التعهد بمواصلة الضغط على حماس حتى "حسمها وإنهاء تهديدها"، وأضاف:

"القيادة الحمساوية التي جرى استهدافها اليوم تتحمل المسؤولية المباشرة عن مجزرة السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل".

كما شدّد على أن الجيش والشاباك سيواصلان عملياتهما أينما كان قادة الحركة، معتبرًا أن الدوحة لم تكن استثناءً في خارطة المواجهة.

تداعيات إقليمية ودولية

إعلان تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي القطرية يُعد سابقة قد تثير تداعيات دبلوماسية واسعة، فالدوحة تلعب منذ سنوات دور الوسيط الرئيسي بين حماس وإسرائيل في ملفات حساسة، أبرزها تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن العملية تمثل ضربة مزدوجة، فمن ناحية تستهدف شخصيات بارزة في الحركة، ومن ناحية أخرى تضع قطر في موقف بالغ الحرج أمام المجتمع الدولي، خصوصًا وأن الاستهداف وقع بالتزامن مع اجتماعات دبلوماسية حساسة.

سيناريوهات ما بعد العملية

لم تُعلن حركة حماس حتى اللحظة موقفها الرسمي من العملية أو حصيلة الخسائر البشرية، لكن التوقعات تشير إلى أن الحركة سترد سياسيًا وإعلاميًا، وربما عسكريًا، عبر حلفائها الإقليميين، وفي المقابل، تحاول إسرائيل من خلال هذه العملية توجيه رسالة ردع، مفادها أن قيادة حماس لن تكون في مأمن حتى خارج غزة، وأن ملاحقتها ستستمر طالما استمر الصراع.

المشهد الأخير

تحمل العملية الإسرائيلية في قطر أبعادًا أمنية وسياسية خطيرة، إذ أنها لا تقتصر على اغتيال قيادات من حماس، بل تعكس أيضًا تحوّل المواجهة إلى ساحة إقليمية جديدة قد تُغيّر قواعد اللعبة، وبينما تصر إسرائيل على أنها "خطوة ضرورية لحماية أمنها"، يبقى السؤال الأبرز: كيف ستتعامل قطر وحركة حماس مع هذا الحدث غير المسبوق؟.

موضوعات متعلقة