الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 10:52 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”زيارة مفاجئة تهزّ المشهد”.. وزير الدفاع يطير إلى جزيرة ميون السرية: ما الذي يُخبّأ في باب المندب؟

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 08:45 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
وزير الدفاع في ميون
وزير الدفاع في ميون

في خطوة تُعدّ مؤشرًا قويًا على التصعيد الأمني والاستراتيجي في أبرز ممر ملاحي عالمي، قام وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن الدكتور محسن محمد الداعري، بزيارة ميدانية مفاجئة إلى جزيرة ميون ومحور باب المندب — الموقع الذي يُصنف من أكثر النقاط حساسية في خريطة الأمن الإقليمي والدولي.

216.73.216.105

الزيارة، التي تأتي في ظل توترات متزايدة على خلفية التهديدات المتكررة لحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، كشفت عن تركيز حكومي غير مسبوق على تعزيز الوجود العسكري وتأمين الممرات الحيوية التي تمر عبرها أكثر من 12% من التجارة العالمية، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

تفاصيل الزيارة: وفد عسكري رفيع المستوى يطوف الجزيرة ويتفقد القدرات القتالية

في مشهد يعكس حجم الأولوية الاستراتيجية لجزيرة ميون، تفقد وزير الدفاع، اليوم، الأوضاع الميدانية للقوات المسلحة المرابطة في الجزيرة، برفقة وفد عسكري رفيع المستوى ضم كبار قادة الجيش اليمني، من بينهم:

  • رئيس هيئة الإسناد اللوجستي، اللواء الركن عبدالعزيز الفقيه
  • قائد الشرطة العسكرية، اللواء الركن محمد الشاعري
  • قائد محور الغيضة، اللواء محسن مرصع
  • أركان المنطقة العسكرية الرابعة، العميد الركن نصر شائف
  • مدير دائرة الاستخبارات، العميد الركن ناصر عبدالرب
  • مدير دائرة شؤون الأفراد، العميد الركن الخضر مزمبر
  • قائد اللواء الثالث حزم، العميد الركن محمود صايل

وخلال الجولة، تنقل الوفد في أرجاء الجزيرة، واطلع على سير العمل في عدد من المشاريع الحيوية الداعمة للبنية العسكرية واللوجستية، إضافة إلى تقييم الجاهزية القتالية للوحدات المنتشرة في الموقع الاستراتيجي.

"باب المندب شريان حياة".. وزير الدفاع يؤكد: لا تنازل عن تأمين الممرات البحرية

أكد وزير الدفاع، خلال لقائه بعدد من القيادات العسكرية والسكان المحليين، أن "جزيرة ميون ومضيق باب المندب يشكلان عُمقًا استراتيجيًا للأمن القومي اليمني، بل وللأمن الإقليمي والدولي"، مشيرًا إلى أن "تأمين هذا الممر الملاحي الحيوي هو مسؤولية وطنية ودولية مشتركة".

وأضاف:

"لن نسمح بأي تهديد لسفن التجارة أو السفن المدنية في هذا الممر. القوات المسلحة مُلزمة بحماية حدودنا، ونحن نعمل على تعزيز قدراتها لمواجهة أي تهديد محتمل."

وجدد الداعري التأكيد على أن الحكومة اليمنية، بدعم من الشركاء الدوليين، تعمل على تطوير البنية التحتية العسكرية وتحسين ظروف المقاتلين المرابطين في الخطوط الأمامية، خاصة في المناطق النائية مثل جزيرة ميون.

لقاء مع أعيان الجزيرة: "أبناؤكم في قلب الاهتمام"

ولأول مرة منذ سنوات، التقى وزير الدفاع مع أعيان ووجهاء جزيرة ميون، حيث استمع إلى شرح مفصل حول الوضع المعيشي والخدمي للسكان، والأعباء التي تتحملها الجزيرة جراء موقعها الجيوسياسي الحساس.

وأكد الوزير أن "أبناء ميون أولى أولويات القيادة السياسية والعسكرية"، موضحًا أن هناك خططًا مستقبلية لإطلاق مشاريع تنموية تشمل الكهرباء، والمياه، والصحة، والاتصالات، إلى جانب دعم المدارس وتحسين البنية التحتية.

"الجزيرة ليست مجرد نقطة عسكرية، بل جزء من النسيج الوطني، وحقوق أهلها لن تُهمَل"، قال الداعري في رسالته المباشرة لأهالي ميون.

تحليل: ما وراء الزيارة؟ رسالة ردع أم تحضير لمرحلة جديدة؟

تأتي هذه الزيارة في توقيت دقيق، بالتزامن مع تصاعد الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وزيادة التحركات العسكرية الدولية في المنطقة. وتشير مصادر أمنية إلى أن تعزيز الوجود العسكري في ميون قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تأمين السواحل اليمنية، وقطع الطريق على أي محاولات لاستغلال الفراغ الأمني.

كما تُعدّ جزيرة ميون، الواقعة عند مدخل البحر الأحمر، من أكثر المواقع حساسية في خريطة الأمن البحري، وتُعتبر "الناظور" الذي يراقب كل ما يمر من وإلى قناة السويس.