”لم تكن مجرد موظفة… بل سفيرة إنسانية احتجزتها الحرب. فكيف أنقذها الأردن؟”

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم، عن الإفراج الكامل عن المواطنة الأردنية لانا شكري كتاو، نائب مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليمن، التي كانت محتجزة منذ عدة أيام في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك في خطوة تُعدّ إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا يعكس جهود المملكة الحثيثة لحماية مواطنيها في الخارج، بغض النظر عن الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي تشهدها بعض المناطق.
216.73.216.105
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير فؤاد المجالي، في بيان رسمي:
"إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تابعت قضية احتجاز السيدة لانا شكري كتاو منذ اللحظة الأولى لحدوثها، وبذلت كل الجهود الدبلوماسية والقنصلية الممكنة بالتنسيق الوثيق مع الجهات الأردنية المعنية، بما فيها الجهات الأمنية والاستخباراتية، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم منظمة الأمم المتحدة، لضمان سلامتها وتأمين عودتها إلى المملكة في أسرع وقت ممكن".
وأضاف المجالي:
"هذه الجهود المتواصلة والمكثفة، والتي تم تنسيقها على مستويات متعددة، أثمرت عن الإفراج التام عن السيدة كتاو، وهي الآن في طريقها الآمن إلى الأردن، حيث ستُستقبل في مطار الملكة علياء الدولي بعد رحلة طويلة عاشت خلالها ظروفًا صعبة، لكنها حافظت على صمودها وكرامتها، كما هي عادة المواطنات والأردنيين في المواقف الصعبة".
وأكد الناطق الرسمي أن الحكومة الأردنية لا تألوا جهدًا في حماية مواطنيها في أي مكان على وجه الأرض، مشيرًا إلى أن "السيدة كتاو ليست مجرد مواطنة أردنية، بل هي ممثلة لقيم الإنسانية والعمل الإنساني الذي ترفعه المملكة عاليًا على الساحة الدولية". وأضاف: "إن عملها مع اليونيسف في اليمن كان يهدف إلى إنقاذ حياة آلاف الأطفال، وهو ما جعل احتجازها ليس فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل أيضًا اعتداءً على العمل الإنساني العالمي".
وقد تلقّت السيدة كتاو، وفقًا لمصادر دبلوماسية، دعماً فوريًا من مكتب اليونيسف، الذي أصدر بيانًا عبّر فيه عن "امتنانه العميق للحكومة الأردنية على جهودها الحثيثة وتعاونها الاستثنائي"، مشيدًا بـ"شجاعة السيدة كتاو وتفانيها في خدمة الأطفال الأكثر ضعفًا في اليمن، رغم المخاطر الجسيمة التي واجهتها".
يُذكر أن لانا شكري كتاو، التي تتمتع بخبرة طويلة في مجال العمل الإنساني والتنموي، كانت تعمل في اليمن منذ سنوات، وتُعتبر من أبرز الكوادر الأردنية العاملة في المنظمات الدولية، وقد سبق أن لعبت أدوارًا محورية في برامج المساعدات الغذائية والصحية للأطفال في مناطق النزاع.
وبعد تأكيد وصولها إلى أراضي المملكة، سيتم نقل السيدة كتاو إلى مكان آمن لتلقي الفحوصات الطبية اللازمة والرعاية النفسية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ومؤسسات دعم نفسية متخصصة. كما من المقرر أن تقوم الوزارة بعقد مؤتمر صحفي في الأيام القادمة لتقديم تفاصيل أكثر حول مراحل عملية الإفراج، مع الحفاظ على خصوصية السيدة كتاو وعائلتها.
وأعربت الوزارة عن تقديرها العميق للجهود الدبلوماسية التي بذلتها السفارة الأردنية لدى اليمن، وكذلك للجهود التي بذلتها السلطات اليمنية المحلية في الإفراج عنها، مشيرة إلى أن "التعاون الإنساني يتجاوز الخلافات السياسية، وأن الأردن يظل دولة تؤمن بأن الكرامة الإنسانية أسمى من أي نزاع".
وفي ختام البيان، دعت وزارة الخارجية جميع المواطنين الأردنيين العاملين في المناطق المتأثرة بالصراعات إلى التقيد بالإرشادات الأمنية الصادرة عن الوزارة، مؤكدةً استمرارها في توفير كل أشكال الدعم والحماية لهم، باعتبارهم سفراء للأردن في كل بقاع الأرض.