• الرئيسية
• المشهد الرياضي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأوروبية مساء اليوم الأربعاء، 17 سبتمبر 2025، صوب معقل "الريدز" التاريخي، ملعب أنفيلد، حيث يفتتح ليفربول مشواره في النسخة الجديدة من دوري أبطال أوروبا بمواجهة ثقيلة ومثيرة أمام ضيفه العنيد أتلتيكو مدريد الإسباني، في لقاء يُتوقع أن يكون "معادلة صعبة" تجمع بين قوة الهجوم الإنجليزي وصلابة الدفاع الإسباني، في افتتاحية مجموعات البطولة القارية الأعرق.

البث المباشر

216.73.216.105

لقاء يحمل أبعاداً تاريخية ورمزية

لا يُعد هذا اللقاء مجرد مباراة عابرة في الجولة الأولى من دور المجموعات، بل يحمل طابعاً تاريخياً خاصاً لجماهير ليفربول، إذ يُصادف انطلاق موسمهم الأوروبي الـ50 منذ أول مشاركة لهم في البطولة عام 1975. كما يُصادف اليوم عيد ميلاد المدرب الهولندي الجديد آرني سلوت، الذي يحتفل ببلوغه السابعة والأربعين، ليكون اللقاء هدية محتملة أو تحدياً مبكراً أمام طموحاته الأوروبية مع العملاق الإنجليزي.

وفي ظل الأجواء الاحتفالية، يترقب العالم ما إذا كان النجم المصري محمد صلاح سيواصل كتابة فصول ملحمة ذهبية جديدة مع النادي، بعدما وصل إلى علامة فارقة بتسجيله 50 هدفاً في المسابقات الأوروبية بقميص ليفربول، ليصبح أحد أبرز هدافي النادي في تاريخ البطولة القارية.

أنفيلد.. قلعة لا تُقهر في دور المجموعات

يدخل ليفربول المباراة بثقة عالية، مدعوماً بسجله الممتاز على أرضه في دوري الأبطال، حيث لم يذق طعم الهزيمة في آخر 14 مباراة له بدور المجموعات، وهو ما يُعد رقماً مرعباً لأي ضيف يطأ أرض الملعب الأسطوري. فريق سلوت يسعى لاستغلال هذا الزخم الجماهيري والمعنوي، خاصة مع تألق ثنائي الدفاع فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتيه، اللذين شكلا جداراً صلباً في خط الخلفية خلال المباريات التحضيرية والمحليّة.

أما في خط الهجوم، فصلاح ليس فقط صاحب الرقم الذهبي، بل يسعى أيضاً لتجاوز أسطورة النادي ستيفن جيرارد، من حيث عدد المشاركات الأوروبية مع الفريق، ليصبح ثاني أكثر لاعب يمثل ليفربول في دوري الأبطال بعد جيمي كيسي، في إنجاز شخصي جديد يضاف إلى سجله الحافل.

أتلتيكو مدريد: خبرة سيميوني وغيابات مؤثرة

على الجانب الآخر، لا يزال أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدرب دييغو سيميوني يُعد رقماً صعباً في البطولة، حتى مع التقلبات التي شهدها الفريق في السنوات الأخيرة. فـ"تشولو" سيميوني، الذي يملك خبرة كبيرة في مواجهات الكبار، يسعى لإثبات أن فريقه ما زال قادراً على منافسة أعتى الفرق في القارة، رغم النتائج المتذبذبة خارج الديار في دوري الأبطال مؤخراً.

لكن الفريق الإسباني يواجه تحدياً كبيراً بسبب غيابات مؤثرة في التشكيلة، أبرزها المهاجم جوليان ألفاريز، الذي يعاني من إصابة عضلية، والمدافع المخضرم خوسيه خيمينيز، إلى جانب عدد من العناصر الأساسية التي لن تكون متاحة للمدرب. ورغم ذلك، يعول سيميوني على خبرة الفرنسي أنطوان غريزمان، القائد الهجومي للفريق، الذي يملك من الحنكة والذكاء ما يمكنه من استغلال أي ثغرة في دفاعات ليفربول.

إحصائيات تُرجّح كفة الريدز.. لكن التاريخ يُحذّر

تشير الإحصائيات التمهيدية للمواجهة إلى ترجيح كفة ليفربول بنسبة 57.9% للفوز، مقابل 20.8% فقط لأتلتيكو مدريد، مع احتمال التعادل بنسبة 21.3%. لكن هذه الأرقام لا تأخذ في الاعتبار عامل الخبرة والعنفوان الذي يُضفيه سيميوني على فريقه، ولا تاريخ المواجهات السابقة بين الفريقين، والتي اتسمت دائماً بالندية والصراع حتى الدقائق الأخيرة.

اختبار مبكر لطموحات سلوت وفرصة أخيرة لسيميوني؟

المواجهة تُعد اختباراً حقيقياً ومبكراً لطموحات المدرب آرني سلوت، الذي يتطلع لإثبات قدرته على قيادة ليفربول نحو منافسة جادة على اللقب الأوروبي، بعدما تولى المهمة خلفاً ليوغن كلوب. فالفوز سيكون رسالة قوية للمنافسين، بينما الخسارة قد تُثير علامات استفهام حول قدرة الفريق على التكيف مع النظام الجديد.

أما بالنسبة لسيميوني، فالمباراة قد تكون فرصة ذهبية لإعادة تأكيد أن أتلتيكو ما زال يملك القدرة على إيقاف أقوى خطوط الهجوم في أوروبا، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة عليه محلياً وأوروبياً لإعادة الفريق إلى دائرة المنافسة على الألقاب الكبرى.

خلاصة: مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات

بين جماهير أنفيلد الصاخبة، وتاريخ ليفربول الأوروبي، وخبرة سيميوني، وعبقرية صلاح، يقف العالم على أعتاب واحدة من أكثر مباريات الجولة الأولى إثارة وتشويقاً. فالمواجهة ليست مجرد 90 دقيقة، بل هي فصل جديد في ملحمة أوروبية طويلة، تحمل في طياتها طموحات، وأحلاماً، وتحديات، وأرقاماً قياسية في طور التكوين.

الموعد: الأربعاء 17 سبتمبر 2025 – الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش
المكان: ملعب أنفيلد – ليفربول، إنجلترا
البث المباشر: شبكة beIN Sports وقنوات DAZN الأوروبية

عشاق الكرة على موعد مع ليلة أوروبية لا تُنسى... فمن سيخرج منتصراً من "معادلة أنفيلد الصعبة"؟