الباحث السياسي فارس البيل: الحوثيون في مأزق بعد اتفاق غزة وفقدان مبررات التصعيد العسكري

اعتبر الباحث السياسي اليمني فارس البيل أن جماعة الحوثي تواجه مأزقًا سياسيًا وعسكريًا بعد التوصل إلى اتفاق رسمي لإنهاء الحرب في قطاع غزة التي استمرت لعامين، مشيرًا إلى أن الجماعة فقدت أحد أبرز مبررات التصعيد الذي كانت تستخدمه لتبرير تحركاتها العسكرية، وخدمة أجندات النظام الإيراني في المنطقة.
216.73.216.162
وفي تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، أوضح البيل أن الحوثيين استغلوا المواجهة مع إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر للهروب من تبعات السخط الشعبي، وعادوا إلى الحشد العسكري الذي تراجع بفعل الهدنة الداخلية، مستغلين ذلك لتكريس عسكرة الحياة، وتشديد القبضة الأمنية، والسيطرة على الموارد، وممارسة الابتزاز داخليًا وخارجيًا.
وأضاف أن الجماعة تجاوزت حدود المناورة السياسية، وخسرت دعمًا دوليًا كان يعوّل على تحولها إلى كيان سياسي، لكنها بدلاً من ذلك دخلت في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، ما أفقدها فرص التفاوض، وأدخل اليمنيين في دوامة من التصعيد، لم تنفع معها الشعارات الشعبوية ولا البطولات الإعلامية.
وفي السياق ذاته، أعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أن جماعته بدأت في رصد ومتابعة التطورات المتعلقة باتفاق غزة، مؤكداً استعدادها لاتخاذ مواقف تجاه أي مستجدات تستدعي ذلك، مع استمرار حالة الجهوزية لمراقبة تنفيذ بنوده، ملمّحاً إلى ما وصفه بـ"فشل إسرائيل" في تحقيق أهدافها خلال الحرب.
وقال الحوثي إن جماعته نفذت 1835 عملية عسكرية منذ اندلاع الحرب، شملت إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، واستخدام طائرات مسيّرة وزوارق حربية، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الصراع، بل يمثل جولة واحدة ضمن سلسلة مواجهات قادمة، وفق تعبيره.
ورغم انتهاء الحرب، حذّر الحوثي من احتمال توجه إسرائيل نحو عمل عسكري جديد، ما يستدعي- بحسب قوله - استمرار الإعداد لجولات مقبلة من الصراع، في ظل ما وصفه بالتحولات الإقليمية والدولية.
وتواجه الجماعة الحوثية تحديات داخلية متزايدة بعد انتهاء الحرب، أبرزها فقدان القدرة على التعبئة تحت شعار "نصرة فلسطين"، في وقت تتصاعد فيه الأزمات المعيشية والخدمية، وتستمر أزمة انقطاع رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرتها، ما يضعها أمام مأزق سياسي واجتماعي يتطلب تبريرات جديدة لاستمرار قبضتها الأمنية.