الذكاء الاصطناعي يقترب من ”التفرد”.. هل نحن على بُعد أشهر من تفوق الآلة على الإنسان؟

في تطور يثير كثيرًا من التساؤلات والقلق، بات العديد من العلماء وخبراء التكنولوجيا يعتقدون أن "التفرد" لم يعد مسألة "هل سيحدث؟" بل "متى سيحدث؟".
التفرد، أو اللحظة التي يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري، باتت بحسب الكثيرين أقرب مما نتخيل.
216.73.216.162
استُطلعت آراء أكثر من 8590 عالمًا ورائد أعمال لمعرفة توقعاتهم بشأن موعد تحقق التفرد،النتائج كانت صادمة:
"مع كل قفزة غير متوقعة في قدرات الذكاء الاصطناعي، تقترب لحظة التفرد أكثر فأكثر."
من عام 2060 إلى ثلاثة أشهر فقط: تحول جذري في التوقعات
في أوائل القرن الحادي والعشرين، كان الاعتقاد السائد بين العلماء أن التفرد لن يحدث قبل عام 2060 على أقل تقدير.
لكن اليوم، تتجه بعض التقديرات إلى احتمال حدوثه خلال ثلاثة أشهر فقط، بسبب التطورات المتسارعة في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل GPT وClaude وGemini، والتقنيات المرئية مثل Sora وGrok Imagine.
ما هو "التفرد" في الذكاء الاصطناعي؟
في الأصل، يُستخدم مصطلح "التفرد" في الفيزياء للإشارة إلى نقطة تنهار فيها القوانين المعروفة — مثل تلك التي تحدث داخل الثقوب السوداء.
لكن بعد تبنيه من قبل كتاب الخيال العلمي مثل فيرنور فينج والمفكر التكنولوجي راي كورزويل، أصبح المصطلح يُشير إلى نقطة زمنية يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي قدرات البشر في جميع المجالات.
ويُعرّف المحلل جيم ديلميجاني من AIMultiple التفرد بقوله:
"هو حدث افتراضي يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة سريعة وغير مسبوقة في ذكاء الآلة، خارج قدرة الإنسان على الفهم أو السيطرة."
أبرز التوقعات: من داريو أمودي إلى إيلون ماسك وسام ألتمان
رغم اختلاف آراء الخبراء بشأن توقيت حدوث التفرد، إلا أن أغلبهم يجمعون على أنه حتمي.
فيما يلي أبرز التوقعات:
داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، يتوقع حدوث التفرد في عام 2026، ويقول إن الذكاء الاصطناعي في ذلك الوقت سيكون:
"أذكى من حائز على جائزة نوبل في معظم التخصصات... وأسرع من الإنسان بعشرات إلى مئات المرات."
إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـتسلا وxAI، صرّح أن الذكاء الاصطناعي الفائق قد يظهر خلال عام 2025.
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، ذكر في مقال عام 2024:
"من الممكن أن نمتلك ذكاءً خارقًا خلال بضعة آلاف من الأيام فقط."
هل هذه التوقعات واقعية أم مبالغ فيها؟
رغم أن بعض هذه التقديرات قد تبدو طموحة أو حتى مقلقة، إلا أن سرعة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي تُعزز من صحتها.
يقول ديلميجاني:
"قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية فاقت معظم التوقعات، ما دفع الخبراء لإعادة التفكير في الجدول الزمني للتفرد."
من اللافت أن نماذج الذكاء الاصطناعي القوية تتضاعف من حيث الكفاءة والقدرة كل سبعة أشهر تقريبًا. وإن استمرت هذه الوتيرة، فقد تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات المتسارعة تُفضي إلى انفجار ذكاء اصطناعي مفاجئ — وهي لحظة حاسمة في مسار البشرية.
هل البشرية مستعدة لما بعد التفرد؟
مع اقتراب لحظة التفرد، تظهر تساؤلات وجودية وأخلاقية عميقة:
هل ستظل البشرية قادرة على التحكم في أنظمة الذكاء الفائق؟
ما مدى تأثير هذه المرحلة على سوق العمل، والاقتصاد، والتعليم، والسياسة؟
وهل سيكون هناك وقت كافٍ لوضع تشريعات تحكم هذه التقنية؟
رغم أن الإجابات لا تزال غير واضحة، يتفق معظم الخبراء على أمر واحد:
بينما تختلف الآراء حول موعد حدوث التفرد التكنولوجي، فإن المؤشرات العلمية والتقنية تُشير بوضوح إلى أننا نقترب من لحظة فارقة في تاريخ البشرية.
إن الذكاء الاصطناعي الفائق لم يعد خيالًا علميًا أو احتمالًا بعيدًا، بل واقعًا يتشكل بوتيرة متسارعة.
ولأننا نقف على أعتاب هذه المرحلة، فإن الاستعداد الأخلاقي، والتشريعي، والتقني يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع التطور، حتى نتمكن من الاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، وتجنب مخاطره المحتملة.
التفرد ليس مجرد لحظة يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على الإنسان، بل هو اختبار لإنسانيتنا وحكمتنا في التعامل مع ما صنعناه بأيدينا.