• الرئيسية
• المشهد اليمني

نفذت ميليشيا الحوثي، مساء أمس، حملة مداهمات طالت عددًا من منازل السلفيين في حي سعوان بالعاصمة صنعاء، وذلك بعد يوم واحد فقط من قيامها بطرد طلاب "مسجد السنة والجماعة" في الحي ذاته.

وقالت مصادر أمنية لـ"المشهد اليمني"، إن عناصر حوثية، برفقة ما تُعرف بـ"الزينبيات" – شرطة نسائية تابعة للجماعة – اقتحمت عددًا من المنازل، بينها منزل الشيخ أبو بدر الصنعاني، بالإضافة إلى منازل طلاب علم يدرسون القرآن الكريم، وصادرت الهواتف الشخصية والأجهزة الإلكترونية الخاصة بسكانها.

وأوضحت المصادر أن هذه الحملة تأتي في سياق ما وصفته بـ"الهجمة الحوثية المستمرة على الفكر السني المعتدل"، في محاولة لفرض خط فكري طائفي يخدم توجهات الجماعة الأيديولوجية.

وفي سياق متصل، فرضت الميليشيا الحوثية خطيبًا جديدًا على "مسجد السنة" بمنطقة سعوان، بعد أن أمهلت الشيخ عبدالباسط الريدي وطلابه حتى يوم الاثنين الماضي لمغادرة المسجد والمركز التعليمي التابع له.

من جهته، وصف وزير الأوقاف والإرشاد، محمد عيضة شبيبة، ما جرى بأنه "ترجمة عملية لعقيدة الحوثيين الطائفية"، مشيرًا إلى أن الجماعة تواصل "حربها على الاعتدال والتنوع الفكري داخل المجتمع اليمني".

كما شهدت محافظة ذمار تصعيدًا مماثلًا، حيث اقتحم مسلحون حوثيون مركزًا سلفيًا يتبع جماعة الشيخ محمد الإمام، في مديرية الحداء. وقد أقرّ القيادي الحوثي عبدالفتاح البنوس بالحادثة، موجهًا انتقادات لاذعة لممارسات جماعته، ومعتبرًا أن مثل هذه التصرفات "لا تخدم سوى أعداء الجماعة".

وبررت الجماعة هذه الإجراءات عبر القيادي الحوثي حزام الأسد – المحسوب سابقًا على التيار السلفي – بالقول إنها تأتي ضمن ما وصفه بـ"مناصرة غزة"، متهمًا الشيخ الريدي بمخالفة توجيهات الجماعة، رغم تداول مقاطع مصورة تظهر دعمه الكامل للقضية الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن هذه الحملة تعكس استغلال الحوثيين المتكرر للقضية الفلسطينية لتبرير قمع المخالفين، في وقتٍ تشهد فيه مناطق سيطرتهم تدهورًا متسارعًا في الأوضاع المعيشية، وتناميًا في حالة السخط الشعبي تجاه الجماعة.