النفوذ الإيراني في اليمن يفاقم معاناة أكثر من 19.5 مليون مواطن
يعيش اليمن اليوم صراعًا بعد أن وجدت إيران ذراعًا مثالية لها لتنفيذ مشروعها التوسعي في الجزيرة العربية، فقدّمت السلاح والخبرة والتمويل وزوّدت الميليشيا الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ووفّرت لها الغطاء الإعلامي والسياسي لتصبح صنعاء قاعدة نفوذ إيرانية تدير حربًا بالوكالة ضد الشعب اليمني وجيرانه.
بفضل الدعم الإيراني، رسّخت الميليشيا الحوثية اقتصاد حرب يقوم على نهب الإيرادات العامة وفرض الجبايات القسرية على المواطنين والتجار وتمويل الجبهات بدلاً من الخدمات، توقفت رواتب الموظفين منذ سنوات وشُلّت حركة المصانع والمشاريع الصغيرة وتحولت حياة الملايين إلى صراع يومي من أجل لقمة العيش، ومع كل تصعيد حوثي مسنود من إيران تتسع رقعة الفقر والجوع.
سعت طهران إلى نقل نموذج "ولاية الفقيه" إلى اليمن عن طريق تعزيز سلطة السلالة الحاكمة وفرض خطاب طائفي يقسّم المجتمع ويجعل الولاء للمرشد الإيراني فوق الولاء للوطن مستخدمة (المساجد) بعد أن حوّلتها إلى منصات تعبئة فكرية وأداة تجنيد وابتزاز.
ونتيجة الدعم الإيراني، يعيش أكثر من 19.5 مليون يمني معاناة مستمرة، بين الخوف والجوع وانعدام الأمان ووسط كارثة إنسانية تعتبر الأسوأ في العالم، وفي كل يوم يمرّ بلا حل تزداد معاناتهم معاناة جديدة ويبتعد وطنهم عن مسار التنمية والاستقرار.
إن مستقبل اليمن لن يتغير ولن يعود لأهله ما لم يُقطع هذا الحبل السري وتُستعاد مؤسسات الدولة الوطنية إلى الشرعية، وتُعاد السيادة إلى قرارات اليمنيين، بعيدًا عن الهيمنة الخارجية والمصالح الإقليمية، حينها يمكن لليمن أن يستعيد حرّيته واستقراره ووحدته الوطنية ومكانته الطبيعية بين دول المنطقة، بعيدًا عن الفوضى والوصاية الأجنبية التي فرضت عليه معاناة طويلة ومتواصلة.