المشهد اليمني

أسعار النفط تنخفض للأسبوع الثاني وترقب لاجتماع أوبك

السبت 6 سبتمبر 2025 02:26 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
اوبك
اوبك

تعيش أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب وعدم اليقين، في ظل التراجع المتواصل لأسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي. ويأتي هذا التراجع في وقت حساس اقتصاديًا، حيث تسعى الأسواق إلى استيعاب عدد من العوامل المتضاربة، أبرزها قرارات الإنتاج المحتملة لتحالف «أوبك+»، إلى جانب مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة في مخزونات النفط الأمريكية.

وتتزايد الضغوط على كبار المنتجين لاتخاذ موقف واضح في الاجتماع المقبل للتحالف، الذي يُعد محوريًا في تحديد المسار السعري للنفط خلال الربع الأخير من عام 2025، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع الطلب المتوقع على الطاقة.

اقراأيضأ:أسعار الذهب تصعد عالميًا ومحليًا وسط ضعف بيانات التوظيف الأمريكية | المشهد اليمني

أسعار النفط تتراجع للأسبوع الثاني

سجّلت أسعار النفط العالمية انخفاضًا أسبوعيًا جديدًا للأسبوع الثاني على التوالي، متأثرة ببيانات أمريكية حول زيادة مفاجئة في المخزونات، إلى جانب مؤشرات على تباطؤ اقتصادي عالمي، وذلك قبيل الاجتماع المرتقب لتحالف "أوبك+" خلال الأسبوع الثاني من سبتمبر الجاري.

أنهى تعاملات الأسبوع عند 86.12 دولارًا للبرميل، متراجعًا بنسبة 2.3% على أساس أسبوعي.

  • خام غرب تكساس الوسيط (WTI):
    انخفض إلى 82.74 دولارًا للبرميل، مسجّلًا خسارة أسبوعية بلغت 2.6%.

ويعد هذا التراجع الثاني على التوالي، بعدما كانت الأسعار قد شهدت مكاسب قوية خلال شهري يوليو وأغسطس، وصلت خلالها إلى مستويات لم تُسجل منذ نوفمبر 2022.

أسباب تراجع الأسعار

  1. زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية:
    أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام بنحو 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، في حين كانت التقديرات تشير إلى انخفاض، ما يعكس ضعف الطلب الداخلي.

  2. تباطؤ اقتصادي عالمي:
    تزايدت المؤشرات على تباطؤ النمو في كبرى الاقتصادات مثل الصين والاتحاد الأوروبي، ما يضغط على الطلب العالمي على الطاقة.

  3. مخاوف تشديد السياسة النقدية:
    لا يزال الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مترددًا في خفض أسعار الفائدة، وسط بيانات مختلطة بشأن سوق العمل والتضخم، مما يقلل من شهية المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر مثل النفط.

ترقب لاجتماع "أوبك+"

يتجه التركيز حاليًا نحو اجتماع تحالف "أوبك+" المنتظر في الأسبوع الثاني من سبتمبر، والذي من المرجّح أن يناقش مستقبل سياسة الإنتاج في ظل الأوضاع الحالية.

روسيا والإمارات ترجّحان زيادة تدريجية في مستويات الإنتاج لمواكبة الطلب المتوقع.

السعودية وحلفاؤها يفضلون التمسك بسياسة الخفض الطوعي لدعم استقرار السوق ومنع تراجع الأسعار بشكل حاد.

ويُنتظر أن يشكل القرار المرتقب نقطة تحول في حركة الأسعار خلال الربع الأخير من 2025، خصوصًا مع اقتراب موسم الشتاء وزيادة الطلب الموسمي على الطاقة.

توقعات الأسواق

أشارت تقديرات بنك جولدمان ساكس إلى أن أسعار النفط قد تستقر خلال الفترة المقبلة في نطاق 80 – 88 دولارًا للبرميل، في حال استمرار الأوضاع الحالية دون مفاجآت.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أن أي تباطؤ اقتصادي عالمي مفاجئ، أو دخول بعض الأسواق في ركود، قد يؤدي إلى تراجع الأسعار دون 80 دولارًا للبرميل.

تعكس التحركات الأخيرة في سوق النفط هشاشة التوازن بين العرض والطلب في ظل اضطرابات الاقتصاد العالمي. كما يُبرز الانقسام داخل "أوبك+" مدى تعقيد التحديات التي تواجهها السوق، سواءً من حيث تأمين استقرار الأسعار أو الحفاظ على الحصة السوقية. وسيكون الاجتماع المقبل نقطة محورية في تحديد المسار السعري للنفط حتى نهاية 2025.

أقراأيضا:أسعار الذهب تصعد عالميًا ومحليًا وسط ضعف بيانات التوظيف الأمريكية | المشهد اليمني