أسعار الذهب تصعد عالميًا ومحليًا وسط ضعف بيانات التوظيف الأمريكية

حقق الذهب مكاسب أسبوعية قوية تُعد الأكبر في ثلاثة أشهر، مدعومًا بتزايد التوقعات بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما عزز من جاذبية المعدن النفيس كأداة تحوط في ظل ضعف سوق العمل الأمريكي والتقلبات الاقتصادية العالمية.
216.73.216.139
وسجلت أونصة الذهب العالمية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% خلال تعاملات الجمعة، لتلامس أعلى مستوى لها خلال اليوم عند 3561 دولارًا للأونصة، مقارنة بافتتاحها عند 3545 دولارًا، بينما جرى التداول في اللحظة الأخيرة عند 3548 دولارًا للأونصة. يأتي ذلك بعد أن لامس الذهب مستوى تاريخيًا جديدًا بلغ 3578 دولارًا يوم الأربعاء الماضي، وفق تحليل شركة "جولد بيليون".
سوق العمل الأمريكي يضغط على الفيدرالي
المكاسب جاءت على خلفية بيانات أمريكية أظهرت تراجعًا في زخم التوظيف، حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة أكثر من المتوقع، بينما كشف تقرير "ADP" عن نمو أقل من المتوقع في وظائف القطاع الخاص لشهر أغسطس، ما عزز التوقعات بضعف سوق العمل، ودفع المستثمرين لرفع احتمالات خفض الفائدة.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدوره لاحقًا اليوم، والذي يُتوقع أن يُظهر إضافة نحو 75 ألف وظيفة فقط، وهو ما قد يعزز التوجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 16 و17 سبتمبر، حيث تُظهر العقود الآجلة أن الأسواق تسعّر احتمال الخفض بنسبة تتجاوز 96%، ولا يزال الذهب يتحرك في نطاق مرتفع، مع وجود مستوى دعم قوي بين 3450 - 3500 دولار للأونصة، فيما تشير التوقعات إلى إمكانية استهداف مستويات 3600 ثم 3650 دولارًا إذا جاءت بيانات الوظائف أضعف من المتوقع.
البنوك المركزية تواصل شراء الذهب
في جانب الطلب الرسمي، كشف مجلس الذهب العالمي عن استمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطاتها، حيث أضافت 10 أطنان من الذهب خلال يوليو، وتصدّر البنك الوطني الكازاخستاني المشهد بإضافة 3 أطنان. كما واصل كل من البنك المركزي في تركيا والصين والتشيك الشراء المنتظم للذهب، وسط توجّه عالمي نحو التحوّط من تقلبات العملات والمخاطر الجيوسياسية.
وسجّل البنك المركزي الصيني شراء الذهب للشهر التاسع على التوالي، بإجمالي 36 طنًا خلال تلك الفترة، فيما استمرت تركيا مشتريًا صافيًا للذهب منذ يونيو 2023.
تذبذب الذهب محليا
في السوق المحلي، شهد سعر الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – بعض التذبذب، حيث افتتح تداولات الجمعة عند 4820 جنيهًا للجرام، وتراجع إلى 4815 جنيهًا، بعد أن خسر 15 جنيهًا يوم الخميس.
ويُرجع خبراء هذا التذبذب إلى ارتباط السعر المحلي بشكل مباشر بحركة الذهب العالمي، خاصةً مع استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه خلال الأيام الأخيرة، مما جعل التأثير الأساسي على التسعير المحلي مرتبطًا بتحركات الأونصة عالميًا.
ويتوقع المحللون أن تشهد أسعار الذهب المحلية تحركًا قويًا في حال صدور بيانات أمريكية أضعف من المتوقع، ما سيدفع السعر العالمي إلى مستويات قياسية جديدة، وهو ما سينعكس فورًا على السوق المحلي.
توقعات المرحلة المقبلة
يبقى الاتجاه العام للذهب مدعومًا بعوامل متعددة تشمل ضعف الدولار، وتباطؤ سوق العمل، والمخاوف الجيوسياسية، وتوقعات خفض الفائدة، ما يجعل المعدن الأصفر مرشحًا لمزيد من المكاسب على المدى القريب، سواء على الصعيد العالمي أو في السوق المصري.
ويرجح المحللون أن يحاول الذهب المحلي الثبات أعلى مستوى 4800 جنيه للجرام، استعدادًا لاختبار مستوى 4850 جنيهًا في حال استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق العالمي
أقراأيضا:ترامب يعترف: الصين تكسب روسيا والهند على حساب واشنطن | المشهد اليمني