إيران ترفض الحوار مع واشنطن ومفتشو الوكالة يصلون طهران قريبًا

في تطور جديد يعكس تعقيد المشهد النووي الإيراني، أعلنت طهران رفضها إجراء أي حوار مباشر مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن الظروف السياسية "غير مهيأة" لمثل هذا التواصل. يأتي هذا الموقف في وقت تستعد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإرسال فريق من مفتشيها إلى إيران، وسط تصاعد القلق الدولي من تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم.
موقف إيراني متشدد
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية شدد على أن "الضغوط السياسية والاقتصادية لا يمكن أن تكون أساسًا لحوار جاد"، في إشارة إلى استمرار العقوبات الأميركية، وتعثر المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها أطراف أوروبية. ويعكس هذا التصريح تمسك إيران بموقفها الرافض لأي تنازلات دون رفع العقوبات أولًا.
تحرك دولي عبر الوكالة الذرية
في المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فريقًا من مفتشيها سيصل إلى طهران خلال الأيام المقبلة لإجراء جولة تفتيش في عدد من المواقع النووية الحساسة، أبرزها منشأة فوردو التي رفعت فيها إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية.
وتسعى الوكالة إلى إعادة تفعيل كاميرات المراقبة التي أوقفت إيران عملها العام الماضي، في محاولة لاستعادة الشفافية وضمان عدم انحراف البرنامج النووي عن أهدافه السلمية.
التصعيد يهدد فرص التفاهم
يرى الدكتور مهند الطائي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، أن "رفض إيران للحوار المباشر مع واشنطن يعكس تصاعد حدة المواجهة السياسية بين الطرفين، ويقلل من فرص التوصل إلى تفاهمات في المدى القريب". ويضيف أن "الملف النووي بات ورقة ضغط متبادلة، تستخدمها طهران لتعزيز موقفها الإقليمي، بينما تسعى واشنطن إلى احتواء البرنامج النووي الإيراني دون تقديم تنازلات جوهرية".
ويشير الطائي إلى أن زيارة مفتشي الوكالة الدولية قد تكون "فرصة لإعادة بناء الثقة"، لكنها تبقى محدودة التأثير ما لم تُرفق بخطوات سياسية متبادلة تشمل تخفيف العقوبات وتقديم ضمانات أمنية.
في ظل تمسك كل طرف بموقفه، واستمرار التصعيد السياسي والإعلامي، يبدو أن الملف النووي الإيراني يتجه نحو مزيد من التعقيد، ما لم تُبادر الأطراف الدولية إلى تحريك المياه الراكدة دبلوماسيًا. وبينما تتحرك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مسار تقني، تبقى الآفاق السياسية غامضة، والمخاوف من التصعيد قائمة.
أقراايضا:الصين تتحول إلى خازن الذهب العالمي.. خطوة استراتيجية للأسواق | المشهد اليمني