الجمعة 8 أغسطس 2025 07:35 مـ 14 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الأوروبيون اتفقوا من منهم سيدفع على الوباء وكم

الأربعاء 22 يوليو 2020 10:04 صـ 2 ذو الحجة 1441 هـ
الأوروبيون اتفقوا من منهم سيدفع على الوباء وكم

اختتمت قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كانت ثمرة المفاوضات الطويلة والصعبة بين 27 دولة أوروبية خطة ميزانية مدتها سبع سنوات وصندوق مساعدات، عليه، نظريا، أن يوقف عواقب الأزمة الناجمة عن الوباء. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمة بالتاريخية. في الجوهر، هذا هو الواقع: ما حدث في بروكسل يشبه إلى حد كبير خطوة نحو تحول الاتحاد الأوروبي من هيكل فوق وطني غير متبلور إلى كونفدرالية، ثم، بين ليلة وضحاها، إلى فدرالية.

كان لدى قادة الدول الأوروبية مشكلتان يتعين حلهما. أحدهما ترتبت على الأخرى.

أولاً، كانت هناك حاجة لاعتماد ميزانية الاتحاد الأوروبي لسبع سنوات مع إنفاق على "صفقة خضراء". الحديث يدور عن إعادة هيكلة الاقتصاد وفقا للمعايير البيئية، ما يعني، من بين أمور أخرى، تقليل اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة غير المتجددة. وهذا السبب وحده، كان كفيلا بجعل الميزانية كبيرة بشكل قياسي.

ولكن هناك أيضا أزمة الفيروس التاجي، وكالمعتاد أكثر ما تتضرر من أي اضطراب اقتصادي في الاتحاد الأوروبي دول جنوب أوروبا التي تعتمد على السياحة ودعم الاتحاد الأوروبي. ولعل آليات الإقراض المعتادة للمساعدة لم تعمل هذه المرة. فأعماق الأزمة الحالية وأبعادها غير معروفة حتى الآن.

لذلك، تم اختيار الاقراض في السوق مع السداد في غضون 30 عاما، بدءا من العام 2028. علاوة على ذلك، يجب تخصيص جزء من الـ 750 مليار يورو التي تشكل صندوق مكافحة الأزمة على شكل منح وإعانات، أي بلا رجعة.

وقد تكسرت النصال على النصال حول حجم المبلغ الإجمالي للمنح. ومع ذلك، ففي النهاية، تم التوصل إلى اتفاق.

حاولوا عدة مرات، ولدواع متباينة وبطرق مختلفة، توحيد أوروبا في كينونة واحدة. والآن، يبدو أن الوقت قد حان لمحاولة أخرى من هذا القبيل. إنما هذه المرة، ما يحرك مؤيدي المركزية ليس طموحات وأيديولوجيات امبراطورية، بل مصالح واقعية. ربما يكون ذلك أساسا أقوى للتوحيد مما جاء من قبل.

موضوعات متعلقة