هروب ملكي من التابوت حيلة قلبت موازين التاريخ.. إليك القصة الكاملة

في قلب أوروبا خلال عام 1076، وبينما كانت جيوش الإمبراطورية المتعطشة للتوسع تحاصر أطراف مملكة صغيرة تُدعى "رودينيا"، وقع حدث استثنائي، قلّما يُروى في كتب التاريخ. ففي لحظة يأس وانهيار، قرر الملك سالفيو بن زالتو أن يتحايل على قدره بطريقة لم تخطر ببال أعتى المستشارين ولا أدهى الجنرالات في ذلك الوقت.
حين تظاهر الملك بالموت لإنقاذ التاج
مع اقتراب قوات الغزاة من القصر الملكي، لم يختر سالفيو أن ينتحر سياسيًا بالاستسلام، بل فكّر بمكر ودهاء. أمر حراسه أن يشيعوا خبر وفاته رسميًا، وأن يتم تجهيز موكب جنائزي مهيب يجوب الشوارع تحت أنظار العدو، مصحوبًا بمراثٍ مكتوبة ودموع مزيفة. لكن الحقيقة كانت أكثر إثارة: التابوت الذي حمله الجنود لم يحوِ جسدًا ميتًا، بل الملك نفسه، حيًّا في تجويف سري مصنوع بحرفية داخل التابوت الخشبي.
الهروب العظيم: من داخل التابوت إلى الحرية
بداخل التابوت، كان الملك مزودًا بأنابيب هواء بدائية، وقليل من الخبز والماء، وهو ما مكّنه من النجاة لعدة أيام أثناء رحلة التابوت عبر الجبال والوديان. الجنود الغازون، المقتنعون تمامًا بوفاته، لم يعيروا الموكب أي اهتمام خاص، وهكذا تمكن سالفيو من المرور عبر بوابات مملكته الذاوية، وهو في قمة الحيلة والدهاء.
خطة سرية في دير بعيد
الرحلة انتهت في دير ناءٍ كان ضمن حلفاء المملكة القديمة. هناك، استقبل الرهبان "الميت" وفتحوا التابوت طبقًا لتعليمات سرية سابقة، ليجدوا الملك حيًّا ينهض من بين "الموتى". وما إن حصل على الأمان، بدأ بتشكيل تحالفات جديدة ضد الإمبراطورية، متحدًا مع خصومها التقليديين، حتى استطاع بعد عامين من المعارك أن يستعيد عرشه المفقود وسط دهشة الجميع.
قصة موثقة في مخطوطة ضائعة
رغم إثارة هذه القصة، إلا أنها بقيت طي النسيان لقرون، إذ لم ترد إلا في مخطوطة لاتينية وحيدة اكتُشفت في القرن التاسع عشر داخل دير مهجور، ولم تُترجم إلا مؤخرًا. وبسبب ندرتها، ظل اسم الملك سالفيو بن زالتو مجهولًا لدى معظم المؤرخين، ما جعل من قصته واحدة من أكثر الحكايات الملكية غموضًا وإثارة في التاريخ الأوروبي.