الجمعة 9 مايو 2025 01:55 صـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

العالقون في عمّان.. مئات اليمنيين بلا مخرج بعد قصف مطار صنعاء

الجمعة 9 مايو 2025 12:38 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ



في مشهد إنساني مؤلم، يعيش عشرات اليمنيين العالقين في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمان، لحظات من القلق واليأس، بعدما تقطّعت بهم السبل إثر توقف الرحلات إلى صنعاء، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مطار العاصمة اليمنية وأخرجه عن الخدمة بالكامل.

اليوم الخميس، قامت إدارة فندق مطار الملكة علياء بطرد عدد كبير من هؤلاء المسافرين، بعدما نفدت فترة استضافتهم، تاركين خلفهم نحو 200 مسافر يمني، بينهم نساء وأطفال ومرضى وكبار سن، يفترشون صالات الانتظار منذ أكثر من ثلاثة أيام، دون حلول ملموسة أو تحرّك رسمي لاحتواء الأزمة.

المتضررون عبّروا عن مأساتهم، مؤكدين أنهم عالقون بين مطار لا يستقبل رحلات، ودولة لا تسمح بالبقاء فيها دون موافقات أمنية مكلفة. حتى خيار السفر إلى وجهات أخرى مثل القاهرة بدا مغلقًا أمامهم، نظرًا للتعقيدات ذاتها.

"نعيش وضعًا مأساويًا بكل معنى الكلمة"، يقول أحد العالقين، مضيفًا: "نناشد الحكومة اليمنية وسفاراتنا بالخارج أن تتدخل بسرعة. نحن في العراء، لا مأوى، ولا دعم، ولا حلول".

الأزمة تفجّرت بعدما قصفت طائرات إسرائيلية مطار صنعاء الدولي مساء الثلاثاء، محدثة دمارًا واسعًا في مرافقه، وأدى ذلك إلى تدمير 5 طائرات مدنية، بينها اثنتان من طراز A320، وأخرى A330، وطائرة شحن، بالإضافة إلى طائرة من طراز بوينغ 727.

وعلى إثر الضربة، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية تعليق جميع رحلاتها من وإلى صنعاء حتى إشعار آخر، مما زاد من حالة الإرباك لدى المسافرين الذين كانوا ينتظرون العودة إلى بلدهم في الأيام القليلة الماضية.

ومساء الأربعاء، أعلنت جماعة الحوثي أنها بدأت العمل على إعادة تأهيل مطار صنعاء وميناء الحديدة، مؤكدة أن المطار سيعود للخدمة "في أقرب وقت ممكن"، دون تقديم جدول زمني واضح، ما يترك العالقين في حالة ترقّب قاسية لا تحتمل.

وبين صمت الجهات الرسمية، وتضارب التصريحات، ومع غياب أي رؤية لحلّ إنساني عاجل، يظل هؤلاء العالقون اليمنيون في مطار عمان مجرد "أرواح معلقة" بانتظار رحمة القرار، وأمل العودة إلى وطن تتنازعه الحرب والخراب.