الأحد 18 مايو 2025 03:24 صـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

صحفيون يحذرون من تصعيد القمع ويؤكدون: ”الحراك الشعبي سيتوسع إذا استمرت السلطات في التجاهل”

الأحد 18 مايو 2025 12:39 صـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
المظاهرات
المظاهرات

شهدت ساحة العروض في عدن، عصر اليوم، تظاهرة شعبية حاشدة للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، وسط حضور لافت من مختلف شرائح المجتمع، رغم محاولة إفشالها عبر إطلاق نار فوق رؤوس المتظاهرين قبل نهايتها بدقائق، دون وقوع إصابات.

تفاصيل الحادثة الأمنية

أفاد مراسلو الميدان بأن أصوات إطلاق نار مفاجئ أُطلقت من جهات مجهولة بالقرب من الساحة، في حادثة وُصفت بأنها "استفزازية" تهدف إلى بث الذعر وإجهاض التظاهرة. إلا أن المتظاهرين أكملوا فعاليتهم، مؤكدين على سلمية الحراك ورفضهم الانصياع لـ"أساليب الترهيب".

صحفيون يكشفون "خبث النوايا"

في تصريح حصري لـ"[اسم الوسيلة الإعلامية]"، وصف الصحفي صلاح السقلدي الحادثة بأنها "محاولة مكشوفة لاختطاف صوت الشعب تحت ذرائع أمنية"، معتبرًا أن نجاح التظاهرة رغم التهديدات يُعد رسالة واضحة بأن "الشارع اليمني لن يُسكت بالرصاص". وأضاف:
"هذه الفعالية لم تكن معزولة، بل هي حلقة في سلسلة احتجاجات متصاعدة، بدءًا من تظاهرة الشهر الماضي، مرورًا بالتظاهرات النسوية في عدن وأبين ولحج. ما يحدث اليوم هو ثورة شعبية تطالب بالحد الأدنى من الحقوق الخدمية، لكن السلطات تتعامل بالتهديد بدلًا من الحلول".

حراك تاريخي بمرجعيات ماضية

أشار السقلدي إلى أوجه التشابه بين التظاهرات الحالية وبدايات الحراك الجنوبي، داعيًا السلطة إلى "عدم تكرار أخطاء الماضي"، ومحذرًا من أن "تجاهل المطالب سيفتح الباب أمام غضب أوسع". كما لفت إلى أن المعاناة الاقتصادية والأمنية في الجنوب "ليست صناعة محلية، بل نتيجة هيمنة خارجية تستفيد من الأزمات".

تحذيرات من تصعيد احتجاجي

حذر ناشطون من أن استمرار التعنت الرسمي ورفض الحوار سيدفع بالحراك إلى مراحل أكثر تصعيدًا، خاصة مع توسع نطاقه الجغرافي واشتراك فئات جديدة، لاسيما النساء والشباب. وطالبت قوى سياسية بفتح تحقيق مستقل في حادثة إطلاق النار، ومحاسبة "جهات تحاول تحويل المطالب المشروعة إلى صراع دموي".

رسالة المتظاهرين: "لا للاستغلال.. نعم للخدمات"

رفع المحتجون لافتات تطالب بـ"كهرباء دائمة، ومياه نظيفة، ووظائف للعاطلين"، وهتفوا ضد "الفساد الممنهج" و"الانقسامات السياسية على حساب المواطن". وفي كلمة لهم، أكدوا أن "السلطة الحالية تتحمل مسؤولية الانهيار الخدمي، وإذا لم تتحرك فالشعب سيفرض إرادته".

خلفية الاحتجاجات

تأتي التظاهرة في سياق حراك متزايد يشهده الجنوب، حيث شهدت عدن قبل شهرين تجمعًا مماثلًا، كما نظمت مجموعات نسوية وقفات احتجاجية تحت شعار "لا للنسيان.. نعم للحياة الكريمة"، في مؤشر على تحول المطالب الخدمية إلى قضية جامعة تتجاوز الانقسامات السياسية.

ختامًا، يبدو أن مشهد الاحتجاج في عدن يدخل مرحلة جديدة، تحمل في طياتها إما فرصة لإنقاذ ما تبقى من ثقة بين الشعب والسلطة، أو شرارة لانفجار أكبر قد يعيد رسم خريطة الأزمات في الجنوب.