السبت 24 مايو 2025 06:01 مـ 27 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الخوف من الظلام... هل هو غريزة أم مرض نفسي؟

لماذا نخشى الظلام؟ دراسة تشرح أصل الرهاب وطرق التغلب عليه

السبت 24 مايو 2025 04:31 مـ 27 ذو القعدة 1446 هـ
الخوف من الظلام
الخوف من الظلام

يُعتبر الخوف من الظلام واحدًا من أكثر المشاعر شيوعًا بين البشر، لكنه في بعض الحالات يتجاوز كونه استجابة غريزية ليصبح رهابًا مرضيًا يُعرف طبيًا بـ"رهاب الظلام" أو نيكتوفوبيا، وهذا النوع من الرهاب يمكن أن يسبب نوبات هلع حادة ويؤثر في الحياة اليومية بشكل ملحوظ، وهو ما نسعى إلى شرحه في إطار سلسلة بالعلم التي يقدمها المشهد اليمني في ظل دوره التثقيفي والتوعوي لجمهور القراء.

رهاب الظلام .. متى يصبح الخوف غير طبيعي؟

الخوف من الظلام لا يعني بالضرورة الإصابة برهاب، إذ إن ما يميز الرهاب هو كونه خوفًا شديدًا وغير منطقي، يؤثر سلبًا على حياة المصاب، تشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل تسعة بالغين في الولايات المتحدة يمكن أن يصاب بنوبة هلع بسبب الظلام، ومع أن 70% من الناس لديهم نوع من الخوف غير العقلاني، فإن النسبة التي تستوفي شروط "الرهاب الحقيقي" أقل بكثير.

تتباين التقديرات بين الدراسات، فبينما تقول بعض الدراسات إن 3% من السكان يعانون من أحد أنواع الرهاب، تشير أخرى إلى أن النسبة قد تصل إلى 24%، وبشكل وسطي، يُعتقد أن نحو 7% من البشر يصابون برهاب مؤثر في مرحلة من حياتهم، ويبدو أن النساء أكثر عرضة لذلك من الرجال، في حين يُظهر سكان شرق آسيا معدلات أقل.

لماذا نخاف الظلام تحديدًا؟

يعود الخوف من الظلام إلى تركيبتنا البيولوجية والنفسية، فعبر التاريخ، كان الظلام يعني الخطر، كوجود الحيوانات المفترسة، لكن الأمر لا يتوقف عند الغرائز، بل يتعداها إلى العوامل البيئية والتربوية، الأفلام والقصص التي تربط الظلام بالأشباح والسحر والعنف تزرع هذا الشعور في نفوس الأطفال، فيرتبط لديهم الظلام بالخطر منذ الصغر.

من جهة أخرى، يشير علماء النفس إلى أن طريقة تربية الأهل قد تعزز هذا الرهاب، على سبيل المثال، قد ينام الأهل إلى جانب أطفالهم كل ليلة بدافع الحماية، ما يعزز في أذهان الأطفال أن الظلام غير آمن إلا بوجود الآخرين.

الخوف الموروث: هل هو جيني أم سلوكي؟

رغم أن بعض الدراسات تشير إلى أن الرهاب قد يكون وراثيًا، فإنه من الصعب تحديد ما إذا كان السبب جينيًا أم ناتجًا عن تكرار مشاهدة ردود فعل الأهل تجاه مواقف مخيفة، فهل نخاف العناكب لأننا ورثنا هذا الرهاب؟ أم لأننا رأينا أهلنا يخافون منها؟ يصعب الفصل بين الجينات والسلوك المكتسب، لكن المؤكد أن البيئة تلعب دورًا كبيرًا.

لماذا يثير الظلام التوتر؟

الظلام يقلل من قدرتنا على الإبصار، ما يفتح الباب أمام خيالنا لتكوين صور وأفكار قد تكون مخيفة. فغياب الرؤية يُشعرنا بالعجز، ما يدفع العقل لتوقع الأسوأ، وكأننا نعيش سيناريوهات مرعبة في عتمة خيالية.

أيضًا في الثقافات التي ينام فيها الأطفال بمفردهم منذ سن مبكرة، يرتبط الظلام بالوحدة والانفصال، ما يعمّق الإحساس بالخوف عند الأطفال.

كيف نواجه رهاب الظلام؟

إبقاء الأضواء مشتعلة ليس حلاً. العلاج الفعّال هو ما يسمى بـ"العلاج بالتعرض"، والذي يقوم على مواجهة مصدر الخوف تدريجيًا وتكرار ذلك حتى يتلاشى الإحساس بالخطر.

يُنصح ببدء العلاج في غرف خافتة الإضاءة ثم الانتقال إلى بيئات أكثر ظلمة، كما يجب أن يطرح المصاب بالرهاب على نفسه أسئلة محددة: ما الذي يخيفني؟ ما الذي قد يحدث فعلًا؟ وكيف أستطيع التعامل معه؟ هذا النوع من التساؤل يعزز الإدراك العقلي ويساعد على تجاوز المشاعر غير المنطقية.

يشدد الخبراء على ضرورة اغتنام كل فرصة لمواجهة الخوف من الظلام، لأن التكرار هو ما يساعد الدماغ على التعلم أن الظلام لا يحمل تهديدًا حقيقيًا.

رهاب الظلام، الخوف من الظلام، علاج رهاب الظلام، أسباب الخوف من العتمة، الظلام والرهاب، الخوف الليلي، الرهاب عند الأطفال، علم النفس والرهاب، أسباب الرهاب الوراثي، مواجهة رهاب الظلام، اضطرابات القلق، علاج بالتعرض، الخوف غير العقلاني، الرهاب عند النساء، اضطرابات نفسية،