الأحد 25 مايو 2025 02:32 صـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اليمن خامس أكثر الدول تأثرًا بالكوليرا عالميًا وثانيها في إقليم شرق المتوسط

الأحد 25 مايو 2025 12:41 صـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
تعبيرية
تعبيرية

تواجه اليمن مجددًا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بمرض الكوليرا والإسهال المائي الحاد، في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية والصحية المتدهورة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق نداء عاجل لضرورة التدخل السريع قبل أن تتفاقم الأزمة إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها.

وأفاد أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية بأن اليمن سجلت خلال الفترة الممتدة من 1 يناير وحتى 27 أبريل 2025 نحو 12,942 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد ، بالإضافة إلى 10 وفيات مرتبطة بالمرض .

وتشير البيانات إلى تسارع في وتيرة الانتشار، حيث سجل شهر أبريل وحده 1352 إصابة جديدة ، بينها حالة وفاة واحدة ، مما يمثل زيادة بنسبة 6% مقارنة بشهر مارس الذي بلغ فيه عدد الحالات 1278 حالة دون تسجيل أي وفيات.

اليمن خامس أكثر دول العالم تأثرًا بالوباء

وبحسب التقرير الأممي، تحتل اليمن المرتبة الخامسة عالميًا من حيث عدد حالات الكوليرا المسجلة خلال هذه الفترة، بعد كل من جنوب السودان (38,719 إصابة)، وأفغانستان (31,813)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (21,527)، وأنغولا (15,844). كما تم تصنيف اليمن كـ ثاني أعلى دولة إصابة في إقليم شرق المتوسط بعد أفغانستان.

وأشار التقرير إلى أن إجمالي عدد الإصابات في إقليم شرق المتوسط بلغ خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 63,972 حالة ، فيما سجلت اليمن ثالث أعلى حصيلة للوفيات في الإقليم، بعد جنوب السودان الذي تصدر القائمة بـ 209 وفيات ، وأفغانستان بـ 11 حالة وفاة ، متقدمة على الصومال التي بلغت فيها الوفيات 5 حالات .

157 ألف إصابة عالميًا في 26 دولة
وعلى المستوى العالمي، أكدت منظمة الصحة العالمية أن 157,035 إصابة جديدة بالكوليرا قد تم تسجيلها في 26 دولة تابعة لثلاث مناطق مختلفة حول العالم، من ضمنها 2,148 حالة وفاة ، وذلك خلال نفس الفترة الزمنية من بداية العام 2025.

تعز: مركز جديد للتفشي والأمراض الوبائية

وفي سياق متصل، كشفت إحصائية صادرة عن مصادر طبية محلية في محافظة تعز ، أحد أهم معاقل النزاعات المستمرة في البلاد، عن تسجيل أكثر من 3,400 إصابة و7 وفيات نتيجة تفشي الكوليرا والحصبة وحمى الضنك المعروفة محليًا باسم "المكرفس"، بالإضافة إلى حمى وادي النيل، بين 1 يناير و21 مايو 2025.

وأشارت التقارير إلى أن مديرية موزع الساحلية في المحافظة شهدت أول وفاة بحمى الضنك منذ عام 2022 ، وهو مؤشر خطير يدل على عودة ظهور المرض بعد فترة من الانحسار، ويثير قلقًا لدى الجهات الصحية المحلية والدولية من احتمالية تحوله إلى وباء موسمي جديد.

تحذيرات من انهيار القطاع الصحي وتفاقم الأوضاع

وحذّر مختصون في المجال الصحي من أن استمرار تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية ، إلى جانب ضعف شبكات المياه والصرف الصحي ، يزيد بشكل كبير من خطر انتشار الأمراض الوبائية، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وغياب البرامج الوقائية والاستجابة الطارئة اللازمة.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف جهود الاستجابة الطارئة ، بما في ذلك حملات التطعيم الجماعي ، وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة ، ونشر برامج التوعية المجتمعية حول طرق الوقاية من الأمراض، مشددة على أن التلكؤ في التدخل قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات الإصابة والوفاة ، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والتي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين داخليًا.

وتُعد هذه الموجة الجديدة من تفشي الكوليرا والإسهال المائي الحاد واحدة من أخطر المؤشرات على استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن ، حيث تفتقر معظم المرافق الصحية إلى الأدوية والمعدات الأساسية، بينما يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي وانقطاع الخدمات الأساسية، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والأوبئة.

وتطالب المنظمات الإنسانية الدولية بتوفير دعم عاجل وممول بالكامل للبرامج الصحية الطارئة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المناطق المتأثرة، لتجنب كارثة صحية قد تطال ملايين المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الأكثر ضعفًا في وجه هذه الأوبئة.

موضوعات متعلقة