صحيفة كويتية تكشف عن شخص عظيم رفع رؤوس كل اليمنيين؟

اختارت صحيفة " الرأي " الكويتية شخصية يمنية واعتبرتها من أعظم الشخصيات اليمنية، والتي تتميز بمواصفات فريدة من نوعها، يندر ان تجدها في شخص أخر، وفي هذا السياق تقول الصحيفة عن هذا الشخص (( اسمٌ لم يعرفه أحدٌ في الأسواق، ولا في مجالس القبائل ولا في دور الشورى ولا في بيت المال )) فمن هو هذا الشخص الذي وصفته الصحيفة بأروع الأوصاف وأنبل الصفات والتي يندر أن تجدها في كثير من الأشخاص؟
لم يقع اختيار الصحيفة الكويتية، على الملكة " بلقيس" التي كانت إلى جانب قوتها وسلطانها، تتمتع بالعقل الراجح والحكمة المنيرة، وجميعنا نعرف قصة الملكة اليمنية بلقيس مع نبي الله سليمان عليه السلام ، والتي أشار إليها رب العالمين في سورة "النمل" (( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35).
نعم أمنا بلقيس كانت حكيمة وتعلم ماذا يمكن أن يحدث لها إذا هاجم هذا الملك بلدها، وحسنا فعلت، فنبي الله سليمان لديه جيش مخيف وعظيم _ ليس فقط من البشر _ بل هم من العفاريت والجن، وسيقضون على جنود بلقيس في غمضة عين ، ورغم انها لم تكن تعلم ذلك وتجهل من هو نبي الله سليمان، فقد رفضت الانجرار وراء غطرسة قومها " نحن أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ " وبهذه الطريقة الحكيمة أنقذت شعبها من الذل والمهانة ، وحفظت ملكها بحكمتها ودهائه وتصرفها العقلاني، وليت الرئيس الراحل علي عبد الله صالح فعل مثلها، واتبع حكمتها ولم يصدق من كانوا حوله يكذبون عليه ويخدعونه بوعود براقة بأنهم سيفدونه بأرواحهم، فلربما لو عمل مثلها، كان يمكن ان ينجوا بحياته وينقذ اليمنيين من القهر والظروف المؤلمة والقاسية التي يعيشونها منذ سنوات.
كما ان الصحيفة لم تختار الملك اليمني الشهير "سيف بن ذي يزن" وهو الملك الشجاع والبطل الذي خلص اليمن والجزيرة العربية من شرور الأحباش، فطردهم من اليمن شر طردة، كما انه أكرم وفادة جد رسول الله "عبد المطلب" وأحسن إليه حين قدم مع وفد قريش لتهنئته بالنصر العظيم وهزيمة الأحباش، ويقال إن الملك سيف هو أول من قال كلمة الترحيب الشهيرة "أهلا وسهلا ".
ورغم ذلك فقد كانت الصحيفة الكويتية موفقة في اختيارها، إذ وقع اختيارها على رجل لا يختلف عليه أحد في كل الفرق والطوائف الإسلامية المختلفة، فالشيعة والسنة يتفقون إنه من أعظم التابعين، فقد عرفه الملاء الأعلى، ورغم انه لم يرى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ولم يتمكن من رؤيته وتكحيل عينه برؤية خاتم الأنباء، ولكن النبي الأعظم رآه وتحدث عنه، إنه التابعي الجليل رضي الله عنه وأرضاه " أويس القرني".
وقد نشرت الصحيفة مقال رائع للكاتب " محمد ناصر العطوان" ولمن يرغب في قراءة المقال، والذي يحتوي على الدرر المكنونة التي نثرها العطوان، في مقاله عن هذا التابعي العظيم وماذا قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمكنه العودة لصحيفة "الرأي" الكويتية، والمقال بعنوان (( أويس القرني... النور الذي اختبأ في ظلّ العالم )). فالكاتب يشرح الأسباب التي منعته من السفر من أجل لقاء خاتم الأنبياء والمرسلين، ويكشف بماذا أوصى رسول الله عليه الصلاة والسلام، كل من أميري المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب إذا تمكنا من لقاء هذا التابع العظيم.