بوتين يطالب بوقف توسع ”الناتو” لإنهاء حرب أوكرانيا

كشفت ثلاثة مصادر روسية مطلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع شروطًا أساسية لوقف الحرب في أوكرانيا، أبرزها أن يتعهد قادة الدول الغربية بوقف أي توسع جديد لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق. وأشارت المصادر إلى أن موسكو تصر على أن يكون هذا التعهد مكتوبًا ورسميًا لضمان استقرار الأمن القومي الروسي وعدم اقتراب "الناتو" أكثر من حدودها الغربية.
رفع جزئي للعقوبات شرط روسي للتفاوض
بالإضافة إلى مطلب وقف التوسع العسكري الغربي، أكدت المصادر أن الكرملين يشترط رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا كجزء من أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. ويعتقد صناع القرار في موسكو أن الضغوط الاقتصادية الغربية لعبت دورًا كبيرًا في تأجيج الصراع، وأن تخفيفها سيساعد في فتح المجال أمام مفاوضات حقيقية، تُفضي إلى تسوية سياسية تحفظ مصالح الطرفين.
زيلينسكي: روسيا تحشد قواتها قرب سومي
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا حشدت ما لا يقل عن خمسين ألف جندي بالقرب من منطقة سومي، الواقعة شمال البلاد. وأشار زيلينسكي في تصريحات رسمية إلى أن الحكومة الأوكرانية اتخذت إجراءات استباقية لمنع موسكو من تنفيذ هجوم واسع النطاق في المنطقة، مما يعكس توقعات قوية بحدوث تصعيد عسكري في الأسابيع المقبلة.
كييف تنتظر مذكرة روسية بشأن شروط التفاوض
وسط هذا التصعيد الميداني، تترقب كييف تسلم مذكرة رسمية من موسكو توضح شروطها للمضي قدمًا في محادثات وقف إطلاق النار. وتشير المؤشرات الأولية إلى أن الجانب الروسي يستعد لإطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة، رغم استمرار العمليات العسكرية على أكثر من جبهة. ويأمل مراقبون دوليون أن تُسهم هذه الخطوة في إحياء مسار المفاوضات المتعثر منذ أشهر طويلة.
الهجوم الصيفي الروسي يلوح في الأفق
وتأتي هذه التحركات في وقت تزداد فيه التكهنات بشأن نية روسيا شن هجوم عسكري موسع خلال فصل الصيف، خصوصًا في مناطق شرق وشمال أوكرانيا. ويرى محللون أن التصعيد الحالي قد يكون مقدمة لموجة هجومية تهدف إلى تحسين موقف موسكو التفاوضي على الأرض. وبينما تواصل أوكرانيا تعزيز دفاعاتها، يبقى مستقبل التسوية السياسية مرهونًا بمدى تجاوب الغرب مع مطالب الكرملين ووقف التصعيد العسكري من الجانبين.
استراتيجية تتجاوز ساحة المعركة
شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تكشف عن أبعاد استراتيجية تتجاوز ساحة المعركة، حيث يتمحور مطلبه الأساسي حول وقف تمدد حلف الناتو شرقا وتخفيف الضغط الاقتصادي. ومع تصاعد التحركات العسكرية في سومي، يبدو أن الميدان والدبلوماسية يتجهان نحو صيف ساخن، تنتظر خلاله كييف مبادرة روسية واضحة قد تحدد ملامح المرحلة القادمة.