ترامب يتراجع عن عقوبات جديدة ضد روسيا وسط قلق بشأن دعم أوكرانيا

أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب لا يعتزم في الوقت الراهن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، رغم التوترات المتزايدة بشأن دور موسكو في الحرب الجارية داخل الأراضي الأوكرانية. وعلل المسؤول هذا التوجه بأن مثل هذه العقوبات قد تُعيق النشاط الاقتصادي الأمريكي وتقلّص من فرص الأعمال، مشدداً على أن الإدارة الحالية تسعى إلى تعزيز العوائد الاقتصادية للمواطنين الأمريكيين.
تهديدات ترامب بالانسحاب من مفاوضات أوكرانيا تثير الشكوك
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس دونالد ترامب، ومنذ أشهر، يلوّح بالانسحاب من المفاوضات متعددة الأطراف الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، بسبب ما وصفه بعدم جدواها. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي بات يتخذ خطوات فعلية نحو هذا الانسحاب، بعد إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين الماضي.
مستقبل دعم أوكرانيا على المحك
في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن المحادثة الهاتفية بين ترامب وبوتين ألقت بظلالها على مستقبل الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا. حيث أثار ترامب تساؤلات حول جدوى استمرار الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا، الدولة التي وصفها مراراً بأنها ضحية لغزو غير قانوني من قبل روسيا. وبعد هذه المكالمة، أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى عدد من القادة الأوروبيين، أن الحل الأمثل للحرب لا بد أن يأتي عبر تفاهم مباشر بين موسكو وكييف.
ترامب يتراجع عن حملة الضغط الأوروبية
وبحسب ستة مسؤولين أمريكيين مطلعين على تفاصيل النقاشات، فإن الرئيس ترامب قد تراجع عن نواياه السابقة في الانضمام إلى الحملة الأوروبية التي كانت تسعى إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا. وأشار المسؤولون إلى أن ترامب يرى في نفسه، إلى جانب فلاديمير بوتين، الطرفين الوحيدين القادرين على التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع العسكري المستمر، ما يجعله متردداً في دعم أي تصعيد اقتصادي من شأنه أن يُعقّد فرص الحوار المباشر.
انتقادات ومخاوف من تراجع الالتزام الأمريكي
يثير هذا التحول في موقف ترامب انتقادات حادة من بعض الأطراف داخل الولايات المتحدة وخارجها، الذين يرون أن تراجع واشنطن عن فرض عقوبات إضافية على روسيا قد يُفسّر على أنه تخفيف للضغوط على موسكو وتخلي عن حلفائها في أوروبا الشرقية. كما يثير القرار مخاوف بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بحماية الديمقراطيات الناشئة مثل أوكرانيا، في ظل رغبة ترامب في تقليص الانخراط الأمريكي في النزاعات الخارجية.