كارثة ليلية في مصر .. حريق هائل يلتهم سوق السيراميك بحي المرج ويدمر عشرات المحال التجارية

ليلة تهز القاهرة .. عاشت منطقة المرج بمحافظة القاهرة، فجر اليوم، واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها منذ سنوات، بعدما اندلع حريق ضخم في سوق السيراميك، امتدت نيرانه سريعًا إلى عشرات المحال المجاورة، لتبتلع خلال دقائق كل ما يقف في طريقها من أثاث وأدوات صحية وبضائع بملايين الجنيهات.
الحريق الذي بدأ في إحدى زوايا السوق اشتعل بوتيرة مرعبة، وسط صرخات التجار وأهالي المنطقة، الذين سارعوا لإخلاء المتاجر المجاورة ومحاولة احتواء النيران بإمكاناتهم المحدودة، في مشهد اتسم بالفوضى والذعر الكامل.
النيران تلتهم السوق في دقائق
وبحسب المعلم ماهر مكرم عبد اللطيف أحد شهود العيان والقاطن بمنطقة السوق، فإن ألسنة اللهب بدأت في التصاعد بشكل كثيف من محل لبيع السيراميك، قبل أن تمتد بسرعة جنونية إلى المحال المجاورة التي تبيع الأثاث والمطابخ والأدوات الصحية، وسط غياب تام للاستجابة الفورية، وأكد عدد من الأهالي أن سبب الكارثة ربما يعود إلى ماس كهربائي، إلا أن السلطات لم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا يحدد السبب بدقة.
في غضون دقائق، تحولت المنطقة إلى كتلة لهب هائلة، وسط ارتفاع كثيف للأدخنة، ووقوع حالات اختناق بين الأهالي نتيجة التلوث الناتج عن الحريق. ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها السكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف، تأخرت استجابة سيارات المطافي والحماية المدنية، بحسب ما أفاد به عدد من المتضررين.
نداءات استغاثة.. وتأخر استجابة
صرخات استغاثة سكان المرج لم تتوقف طوال الساعات الأولى للحريق، حيث طالب الأهالي الحكومة بسرعة التحرك، وإرسال مزيد من سيارات الإطفاء، خاصة أن النيران باتت تهدد المناطق السكنية المجاورة، وانتشرت مقاطع فيديو حية على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر اشتعال السوق بالكامل، وانهيار بعض الهياكل المعدنية للمحال، بينما يحاول السكان حمل خراطيم المياه اليدوية لمواجهة النار دون جدوى.
واستنكر الأهالي ضعف الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الكوارث، مشيرين إلى غياب صناديق الإطفاء في السوق، وعدم وجود خطة طوارئ مناسبة، رغم أن السوق يضم مئات المحال والبضائع القابلة للاشتعال.
خسائر فادحة وتضامن شعبي
وتشير التقديرات الأولية إلى تدمير عشرات المحال التجارية بشكل كامل، واحتراق مئات الأطنان من البضائع المخزنة، ما يعني خسائر بملايين الجنيهات، كما أُصيب عدد من التجار بحالات إغماء واختناق أثناء محاولتهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بضائعهم وسط اللهب، بينما تم نقل بعضهم إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.
في المقابل، شهدت المنطقة موجة تضامن شعبي من سكان المرج والمناطق المجاورة، حيث سارع عدد من الشباب إلى المشاركة في أعمال الإنقاذ، ومساعدة أصحاب المحال في نقل البضائع، واحتواء الحريق قبل أن يطال المباني السكنية المجاورة.
التحقيقات تبدأ.. والمتضررون يطالبون بالتعويض
مع ساعات الصباح الأولى، بدأت فرق التحقيق التابعة للنيابة العامة فحص آثار الحريق، والوقوف على الأسباب المحتملة، وسط مطالبات من التجار المتضررين بإجراء حصر فوري للخسائر، وتعويض المتضررين الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد في السوق.
وتداول ناشطون عبر الإنترنت دعوات لوزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة القاهرة بسرعة التدخل، وتقديم الدعم الفوري لأصحاب المحال الذين خسروا كل شيء، خاصة أن كثيرًا منهم يعتمدون بشكل كلي على التجارة اليومية دون أي تأمين مالي.
مطالب بتحديث إجراءات السلامة
الكارثة التي شهدتها المرج فجّرت نقاشًا واسعًا حول غياب إجراءات السلامة في الأسواق الشعبية والمناطق العشوائية، حيث تُعد هذه الحوادث متكررة في القاهرة الكبرى دون وجود حلول جذرية. ويطالب أهالي المرج الآن بتشكيل لجنة هندسية لفحص حالة السوق، وتوفير نظام إطفاء تلقائي، مع إعادة تخطيط المنطقة بما يضمن سرعة الوصول إليها من قِبل فرق الحماية المدنية.
ويبقى السؤال الكبير: هل تدفع هذه المأساة الجهات المعنية إلى التحرك الجاد لمنع تكرار الكارثة، أم تُضاف إلى سلسلة حرائق الأسواق التي تمر مرور الكرام دون محاسبة أو تطوير حقيقي؟
حريق المرج، سوق السيراميك، المرج محافظة القاهرة، حريق في القاهرة، حريق الأسواق الشعبية، الدفاع المدني، سيارات الإطفاء، الأدوات الصحية، خسائر التجار، حريق سوق السيراميك، الكوارث في القاهرة، حوادث الحريق في مصر، سوق الأثاث، حماية مدنية القاهرة، أخبار المرج