غارة دامية تستهدف مدرسة في غزة وتخلف عشرات الضحايا أغلبهم أطفال

في مشهد مروع يعيد إلى الأذهان أبشع الجرائم الإنسانية، استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر يوم الإثنين مدرسة كانت تأوي مئات النازحين الفلسطينيين في حي الدرج بمدينة غزة، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل، أغلبهم من الأطفال، وفق ما أكد الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل.
المدرسة تتحول إلى ركام.. والضحايا من الأطفال
أفادت فرق الدفاع المدني أن الغارة الإسرائيلية طالت مدرسة "فهمي الجرجاوي" التي لجأ إليها المئات من المدنيين الهاربين من نيران الحرب. ووصفت المصادر ما جرى بأنه "مجزرة مروعة"، مؤكدين أن أغلب الجثث التي تم انتشالها كانت لأطفال ونساء، في مشهد مأساوي يضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات بحق سكان القطاع المحاصر.
أكثر من 60 جريحًا.. والمستشفيات عاجزة
إلى جانب القتلى، تم تسجيل أكثر من ستين إصابة متفاوتة الخطورة في صفوف المدنيين، تم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية التي تعاني أصلا من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، ما يزيد من صعوبة إنقاذ الأرواح. وأشارت مصادر طبية إلى أن بعض الجرحى ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل استمرار القصف وتراجع قدرة طواقم الإنقاذ على الوصول إليهم.
استمرار الهجوم الإسرائيلي وتزايد المخاوف الإنسانية
تأتي هذه المجزرة في إطار هجوم عسكري متواصل تنفذه القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث شهدت منطقة جباليا أيضاً قصفًا عنيفًا في اليوم السابق. ويرى مراقبون أن استهداف المرافق المدنية مثل المدارس يعكس تصعيدًا خطيرًا قد يرقى إلى جرائم حرب تستوجب المحاسبة الدولية.
مطالبات بالتحقيق ودعوات دولية لوقف النزيف
في الوقت الذي لم تصدر فيه إسرائيل أي تعليق رسمي على الغارة، تتصاعد الأصوات الدولية المطالبة بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ووقف فوري لإطلاق النار. كما تستعد عدة دول أوروبية وعربية لعقد اجتماع في العاصمة الإسبانية مدريد، بهدف تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة.
هشاشة الوضع الإنساني في غزة
تسلط هذه الجريمة الجديدة الضوء على هشاشة الوضع الإنساني في غزة، وسط تزايد الدعوات الحقوقية والأممية بضرورة توفير الحماية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة. وحتى يتحقق ذلك، يبقى سكان القطاع رهائن لصراع لا يرحم، وتحت مرمى نيران لا تفرق بين مدرسة وهدف عسكري.