الإثنين 13 أكتوبر 2025 10:41 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أخطر أسير فلسطني وصاحب العقلية الفذة.. من هو الأسير المحرر ”محمود عيسى” قائد الوحدة القسامية الخاصة؟

الإثنين 13 أكتوبر 2025 11:27 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
محمود عيسى
محمود عيسى

في حدث تاريخي ضمن صفقة تبادل الأسرى "طوفان الأحرار" بين حركة حماس وإسرائيل، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 192 أسيرًا محكومون بالسجن المؤبد، و25 من ذوي الأحكام العالية، و32 موقوفًا، إلى جانب 1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وضمت قائمة المفرج عنهم أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية؛ 157 من حركة فتح، و65 من حركة حماس، و16 من الجهاد الإسلامي، و11 من الجبهة الشعبية، وأسيرًا واحدًا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

غير أن اسمًا واحدًا لفت أنظار الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء: الأسير المحرر محمود عيسى، الذي تعتبره إسرائيل "أخطر الأسرى والعقلية الفذة".

رمز المقاومة و"العقلية الفذة"

216.73.216.162

يُعد محمود عيسى (57 عامًا) من أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، إذ قضى أكثر من 32 عامًا في سجون الاحتلال، منها 15 عامًا في العزل الانفرادي، قبل أن تنجح المقاومة الفلسطينية في تحريره ضمن الصفقة الحالية.
وقد تم إبعاده إلى مصر عقب الإفراج عنه، ضمن بنود الصفقة التي تزامنت مع بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة الجمعة الماضية.

ولد عيسى عام 1968 في بلدة عناتا شرقي القدس، وانخرط منذ شبابه في العمل المقاوم. وفي عام 1992 قاد واحدة من أشهر عمليات كتائب القسام، تمثلت في اختطاف الضابط الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب مدينة اللد، للمطالبة بالإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.
لكن إسرائيل رفضت التبادل، ونفذت عملية عسكرية انتهت بقتل الضابط واعتقال عيسى ورفاقه بعد مطاردة استمرت ستة أشهر، ليصدر بحقه ثلاثة أحكام مؤبدة و49 عامًا إضافيًا.

تاريخ من الصمود ومحاولات الهروب الأسطورية

في عام 1996، حاول عيسى وعدد من زملائه حفر نفق بطول 10 أمتار أسفل سجن عسقلان في واحدة من أشهر محاولات الهروب الجماعي، غير أن سلطات الاحتلال اكتشفت الأمر، ما أدى إلى تمديد فترة سجنه ونقله إلى العزل الانفرادي.
كما رفضت إسرائيل إدراجه في صفقة وفاء الأحرار (شاليط) عام 2011، رغم مطالبات متكررة بإطلاق سراحه.

ويُعتبر عيسى المؤسس الأول للوحدة الخاصة 101 في كتائب القسام عام 1992، وهي وحدة تبنت استراتيجية أسر الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين، في نهج أصبح لاحقًا أحد أبرز تكتيكات المقاومة.

قبل اعتقاله، كان عيسى طالبًا في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القدس في أبو ديس، ومديرًا لمكتب صحيفة "صوت الحق والحرية" بالقدس، لكنه ترك كل شيء خلفه بعد أن لاحقته إسرائيل بسبب نشاطه العسكري.

تحرير محمود عيسى اليوم لا يُعد مجرد إطلاق سراح أسير، بل عودة لرمز من رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد أبرز من شكّلوا ملامح الصمود الأسطوري داخل السجون الإسرائيلية.

موضوعات متعلقة