الجمعة 6 يونيو 2025 04:03 مـ 10 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إذا وافقت صلاة العيد يوم الجمعة.. هل تسقط صلاة الجمعة؟ اليك الأحكام الفقهية

الجمعة 6 يونيو 2025 01:25 صـ 10 ذو الحجة 1446 هـ
صلاة العيد
صلاة العيد

في حال اجتماع صلاة عيد الأضحى مع صلاة الجمعة في يوم واحد، تظهر التساؤلات حول حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد، وهل تسقط عنه أم لا، وهو ما أجاب عليه علماء الشريعة ودار الإفتاء المصرية، حيث أكدوا أن المسألة محل خلاف بين العلماء، واستنادًا إلى ذلك، يمكن الأخذ بالرخصة في بعض الحالات مع الحرص على الخروج من الخلاف.

الخلاف الفقهي حول سقوط الجمعة بصلاة العيد

أوضح فقهاء أن هناك رأيين أساسيين في هذه المسألة:

  • الرأي الأول (مذهب الجمهور):
    وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية، وبه قال أكثر العلماء، ويؤكدون أن صلاة الجمعة لا تسقط بحضور صلاة العيد، بل يجب أداؤها كما هي، خاصةً أنها فرض عين على كل مسلم قادر تنطبق عليه شروط وجوبها.
    واستندوا في ذلك إلى أن صلاة الجمعة فرضٌ واجب، وصلاة العيد سنة مؤكدة أو فرض كفاية، والسنة لا تُسقط الفريضة، مستشهدين بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 9].

كما استدلوا بما ثبت في السنة النبوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى العيد والجمعة في يوم واحد، ولم يلغِّ أحدًا من أداء الجمعة، بل أمر بالصلاتين.

  • الرأي الثاني (مذهب الحنابلة):
    يرى الحنابلة أنه يجوز لمن صلى العيد أن يترك صلاة الجمعة ويكتفي بأداء صلاة الظهر بدلاً منها، مستندين إلى حديث رواه أبو داود وأحمد عن أبي هريرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ».
    ويُفهم من هذا الحديث أن الرخصة في ترك الجمعة موجهة لمن صلى العيد، خاصةً الذين يشق عليهم الحضور مرة أخرى للمسجد لأسباب معتبرة مثل البُعد أو المرض أو غيرها.

رأي دار الإفتاء المصرية

أوضحت دار الإفتاء أن الأصل هو إقامة صلاة الجمعة بعد صلاة العيد، خاصةً للقادر عليها، إلا أن من أراد التقليد بمذهب الحنابلة وترك الجمعة بعد صلاة العيد، فيجوز له أن يصلي ظهرًا بدلًا منها، مشددةً على أنه لا إنكار في مسائل الخلاف، طالما أن الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة قديم ومعلوم.

وأشارت إلى أن القول بسقوط صلاة الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول ضعيف ولا يؤخذ به، لأن الصلوات الخمس فروض لا تسقط بإجماع المسلمين.

رأي الدكتور علي جمعة: لا تسقط الجمعة والظهر بصلاة العيد

وقال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من صلى العيد في يوم الجمعة فإنه يجوز له تقليد مذهب الحنابلة وترك الجمعة، بشرط أن يؤدي صلاة الظهر أربع ركعات، أما من أراد الاحتياط والتورع فيصلي الجمعة مع الجماعة.

وشدد على أن سقوط الجمعة لا يعني سقوط فرض الظهر، لأن الصلوات الخمس لا تسقط بأي حال من الأحوال، إلا في حالة الحيض والنفاس للنساء، وأضاف أن القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول باطل وغير مقبول شرعًا.

حكم صلاة الجمعة على الإمام والخطيب

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإمام وخطيب الجمعة يجب عليهما إقامة صلاة الجمعة وعدم تركها، حتى لو وافق اليوم أول أيام العيد، وذلك لكونها فرضًا على الجماعة، ولأن الرخصة في تركها مقصورة على من صلى العيد فقط.

الخلاصة الشرعية

  • إذا اجتمعت صلاة العيد وصلاة الجمعة في يوم واحد:
    • الأحوط والأفضل: أن يصلي المسلم الاثنين، خاصةً من كان قريبًا من المسجد، ليخرج من الخلاف.
    • الرخصة: يجوز لمن صلى العيد أن يترك الجمعة ويكتفي بصلاة الظهر أربع ركعات، تقليدًا لمذهب الحنابلة.
    • لا يجوز: القول بسقوط صلاة الظهر مع الجمعة، لأن الصلوات الخمس فروض لا تسقط أبدًا.

نصائح عملية للمسلمين

  • الحرص على صلاة العيد في الساحات أو المصليات المعدة لذلك.
  • مراعاة أدب الخلاف وعدم الإنكار على من يتبع رأيًا مختلفًا في هذه المسألة.
  • عدم إثارة الفتن أو الخلافات بسبب الاختلاف الفقهي، خاصة في يوم عيد مليء بالفرحة والعبادة.