الأحد 8 يونيو 2025 03:32 صـ 12 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فضيحة توزيع الأضاحي في أبين.. مواطنون يهرعون لبيع ما تسلّموه ويكشفون فساداً في قوائم المستحقين

الأحد 8 يونيو 2025 12:33 صـ 12 ذو الحجة 1446 هـ
توزيع الاضاحي
توزيع الاضاحي

في مشهدٍ استفزَّ الرأي العام المحلي، هزّت فضيحة كبيرة محافظة أبين خلال الأيام الماضية، إثر تسارع أعداد المواطنين إلى أسواق زنجبار الرئيسية، بهدف بيع لحوم الأضاحي التي تم توزيعها عليهم مؤخراً من قبل جهات خيرية أو محلية.

وأفاد عدد من مواطني مدينة زنجبار، أن سوق المدينة اكتظّ بالأهالي الذين يحملون أكياساً من لحوم الأضاحي محاولين بيعها بأسعار زهيدة، في ظاهرة غير مسبوقة تُظهر تراجعاً في القيمة الاجتماعية والدينية لهذه الأضحية، وتثير في الوقت ذاته علامات استفهام حول شفافية عملية التوزيع.

وقال أحد المواطنين -رفض ذكر اسمه-: "رأيت بأم عيني شخصاً واحداً فقط يمتلك 20 حصة من اللحوم الموزعة، وبدأ بعرضها للبيع بشكل جماعي في السوق، وكأنها سلعة تجارية لا أضحية تعبر عن عبادة وتضحيّة".

وأضاف آخر: "المشهد كان مؤلماً للغاية، كيف لمواطن أن يتخلص من أضحية العيد بهذه السرعة وبلا أي اعتبار لمعاني هذا اليوم المبارك؟! لكن الحقيقة أن الكثير من من تسلّموا هذه الحصص لا يستحقونها أصلاً".

وأكد الشهود أن الفوضى التي شهدها سوق زنجبار تؤكد وجود ثغرات كبيرة في آليات اختيار المستحقين لتلك المساعدات، مشيرين إلى أن هناك "فساداً واضحاً" في عملية التوزيع، سواء من حيث عدم تحديد الفئات الأكثر احتياجاً بدقة، أو بسبب التلاعب في قوائم المستفيدين من قبل بعض الجهات أو الأفراد.

وطالب المواطنون بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة من تورطوا في توجيه المساعدات بعيداً عن مستحقيها، كما دعوا إلى إعادة النظر في طرق توزيع مثل هذه المشاريع الإنسانية والإغاثية، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها الحقيقيين من الفقراء والمحتاجين.

ويأتي هذا الحادث في وقت يعاني فيه الكثيرون في مختلف مديريات المحافظة من ظروف معيشية صعبة، ما يجعل توجيه الدعم لغير مستحقيه أمراً لا يقل خطورة عن السرقة أو الاستيلاء على المال العام.