الخميس 12 يونيو 2025 09:42 مـ 16 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اليمن أمام الأمم المتحدة: الحوثيون ينفذون أكبر عملية تجنيد للأطفال في العصر الحديث

الأربعاء 11 يونيو 2025 07:24 مـ 15 ذو الحجة 1446 هـ

اتهمت الحكومة اليمنية، ميليشيات الحوثي بتنفيذ أكبر عملية تجنيد للأطفال في العصر الحديث، عبر ما يُعرف بـ"المعسكرات الصيفية"، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تشكل خرقًا صارخًا للأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الطفل، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحاضر ومستقبل الأطفال في اليمن والمنطقة.

جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها السفير عبدالله السعدي، مندوب الجمهورية اليمنية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمام الدورة العادية الثانية لعام 2025 لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

وقال السفير السعدي إن الحكومة اليمنية حذّرت مرارًا من استمرار ميليشيات الحوثي في تجنيد عشرات الآلاف من الأطفال، وتدريبهم عقائديًا داخل معسكرات مغلقة، ثم الزج بهم في جبهات القتال، في انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الأطفال.

وأشار إلى أن هذه الميليشيات لا تكتفي بتجنيد الأطفال فحسب، بل تمضي أيضًا في تغيير المناهج الدراسية بما يتناسب مع مشروعها العقائدي والعنصري، وتقوم بغسل عقول الطلاب بمفاهيم الكراهية والتطرف والإرهاب، ما يؤدي إلى زعزعة نسيج المجتمع اليمني وتهديد أمنه واستقراره، بل ويمتد تهديده إلى مستقبل المنطقة بأسرها.

وأضاف السعدي أن الصراع الدامي الذي أشعلته المليشيات الحوثية منذ أكثر من عقد، خلّف وضعًا اقتصاديًا وإنسانيًا واجتماعيًا كارثيًا، وعرّض ملايين اليمنيين للفقر وانعدام الأمن الغذائي، ورفع معدلات سوء التغذية، لا سيما بين النساء والأطفال وكبار السن.

ولفت إلى أن عددًا من المحافظات تشهد مؤخرًا تفشيًا واسعًا للحميات الوبائية، مؤكداً أن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا كبيرة لاحتواء الوضع الصحي المتدهور، من خلال تعزيز أنظمة الرصد الوبائي وتوسيع نطاق الاستجابة العلاجية والوقائية، رغم التحديات التي تعيق هذه الجهود.

دعوة دولية لوقف الانتهاكات
ودعا السفير السعدي المجتمع الدولي، ووكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها منظمة اليونيسيف، إلى اتخاذ خطوات حازمة لوقف الانتهاكات الحوثية الخطيرة بحق الأطفال، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم، وإحالتهم للمساءلة الدولية.

كما أعرب عن تطلع الحكومة اليمنية لمزيد من الدعم من قبل المجتمع الدولي، لمساعدتها في تجاوز التحديات الإنسانية، مشددًا على أن الفجوة التمويلية الكبيرة التي تواجهها خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025، تهدد بتفاقم الأزمة في قطاعات حيوية أبرزها التعليم والصحة.

التزام الحكومة اليمنية
أكد السفير السعدي أن الجمهورية اليمنية تجدد التزامها الكامل بحماية وصيانة حقوق الأطفال، وضمان بيئة تعليمية وصحية ملائمة، وتأمين مستقبل آمن لهم.

وأشاد بالشراكة الفاعلة بين الحكومة اليمنية واليونيسيف، والحرص على تطويرها وتعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات التعليم والصحة والمياه.

كما أشار إلى أن الميليشيات الحوثية قامت بتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية ومراكز تعبئة وتجنيد، مما حرم ملايين الأطفال من التعليم، داعيًا إلى دعم جهود الحكومة في إعادة تأهيل القطاع التعليمي وضمان استمرارية النظام الصحي والاجتماعي في اليمن.