خامنئي في خطاب ناري: لن نستسلم و”المعركة قد بدأت”

في خطاب هو الأشد لهجة منذ بداية التصعيد الإقليمي، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أن بلاده “لن تخضع لأي ابتزاز سياسي أو عسكري”، في رد مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا طهران إلى “الاستسلام غير المشروط” بعد سلسلة ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران.
رفض قاطع للاستسلام: “لن نركع”
قال خامنئي:
“يخطئ من يظن أن الشعب الإيراني سيخضع. نحن لا نستسلم، لا اليوم ولا غدًا. هذه الأمة اختارت طريق العزة والصمود، ولن تُهزم بإذن الله”.
ورأى مراقبون أن هذه العبارات تمثل رسالة واضحة لواشنطن وتل أبيب، بأن طهران لا تزال تعتبر نفسها في موقع القوة، رغم الضغوط الاقتصادية والعسكرية.
تحذير للولايات المتحدة: “تدخلوا… وستندمون”
وفي تطور لافت، وجه خامنئي تحذيرًا شديدًا للإدارة الأمريكية، قائلاً:
“إذا تورطت الولايات المتحدة في هذه الحرب بشكل مباشر، فإنها ستتكبد خسائر لن تتمكن من إصلاحها لعقود. نحن نعرف مواقعهم، وهم يعرفون بأسنا”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تزداد التكهنات بشأن احتمال انخراط أمريكا عسكريًا إذا تطورت المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى حرب مفتوحة.
رسالة إلى إسرائيل: “المعركة بدأت… والثمن سيكون باهظًا”
أكثر مقاطع الخطاب إثارة للانتباه كانت تلك التي خاطب فيها “الكيان الصهيوني”، حيث قال:
“لقد بدأتم المعركة، ونحن من سينهيها. لا تتوهموا أنكم بمنأى عن العقاب. الرد سيأتي من حيث لا تحتسبون، وسنحول هذا الكيان إلى درس لكل المعتدين”.
وأكد خامنئي دعمه الكامل لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مشيدًا بما وصفه بـ”صمود غزة” و”جاهزية حزب الله”.
ضربات إسرائيلية مركّزة واستنزاف للمحيط الأمني لخامنئي
في السياق ذاته، كشفت تقارير أمنية أن إسرائيل نجحت في تنفيذ عمليات دقيقة استهدفت كبار المستشارين العسكريين المقربين من خامنئي، وهو ما وصفه مراقبون بـ”الضربة الموجعة في خاصرة القيادة الإيرانية”.
هذه العمليات – التي يُعتقد أنها جرت باستخدام طائرات بدون طيار وعمليات استخباراتية متقدمة – قد أضعفت من شبكة صنع القرار الأمني داخل طهران، ما قد يدفع النظام إلى التصرف بشكل أكثر انفعالية أو ارتكاب حسابات خاطئة.
إيران… إلى أين؟
يأتي خطاب خامنئي في لحظة مفصلية، حيث تبدو طهران محاصرة بين رغبتها في الحفاظ على هيبتها الإقليمية، وضغوط دولية هائلة قد تدفع نحو مواجهة شاملة لا تُبقي ولا تذر.
الرسالة الإيرانية واضحة: لا تراجع. لكن السؤال الأهم – كما يراه المراقبون – ليس في نبرة التحدي، بل في قدرة النظام على تحمّل عواقب المواجهة، داخليًا وخارجيًا، لا سيما في ظل العقوبات المستمرة، والانقسام الشعبي، والانكشاف الأمني المتصاعد.