الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:38 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نتائج صادمة من مختبرات إسبانيا

هل يحمي المنثول من ألزهايمر؟ دراسة تكشف رابطًا غير متوقع بين الرائحة والذاكرة

الإثنين 23 يونيو 2025 11:55 مـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
يحمي المنثول من ألزهايمر
يحمي المنثول من ألزهايمر

في كشف علمي غير متوقع، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز البحوث الطبية التطبيقية بإسبانيا عام 2023، أن استنشاق مركب المنثول قد يحمل الأمل في إبطاء أو حتى منع التدهور المعرفي المرتبط بمرض ألزهايمر، أحد أكثر الأمراض العصبية فتكًا وانتشارًا حول العالم.

ووفقًا للنتائج التي نشرت في أبريل من العام نفسه، لاحظ العلماء تحسنًا ملحوظًا في القدرات الإدراكية لفئران مصابة بألزهايمر بعد تعريضها المنتظم لرائحة المنثول، وهي المادة المعروفة برائحتها المنعشة والتي تستخدم عادة في مستحضرات التنفس والعناية الصحية.

كيف يؤثر المنثول على الدماغ؟

يرتبط الاكتشاف الجديد بتأثير المنثول على مستويات بروتين "إنترلوكين-1 بيتا" (IL-1b)، وهو بروتين مسؤول عن تنظيم الاستجابة الالتهابية في الجسم، ورغم أن الالتهاب يعد جزءًا من الدفاعات الطبيعية للجسم، إلا أن اضطراب هذه الاستجابة يؤدي إلى أضرار بالغة، خاصة في الدماغ.

وأظهرت الدراسة أن استنشاق المنثول ساعد في إعادة هذا البروتين إلى مستوياته الطبيعية، ما أسهم في الحد من التدهور المعرفي، بل وتعزيز القدرة الإدراكية لدى الفئران السليمة أيضًا.

العلاقة بين حاسة الشم والذاكرة

لا تُعد هذه النتائج مفاجئة بالكامل للمجتمع العلمي، حيث رُبطت حاسة الشم منذ سنوات بقدرات الذاكرة ووظائف الدماغ، ويُعتقد أن الروائح تؤثر في مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة والذاكرة، وهو ما فسّر أيضًا فقدان حاسة الشم كأحد الأعراض المبكرة لأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون والفصام.

وفي هذا السياق، أوضح اختصاصي المناعة خوان خوسيه لاسارتي، أن الفريق ركز على العلاقة بين جهاز الشم والجهازين المناعي والعصبي المركزي، معتبرًا أن المنثول أثبت دوره المحفّز مناعيًا وقدرته غير المتوقعة على تحسين الذاكرة.

آلية واعدة لعلاجات مستقبلية

لم يتوقف الأمر عند رصد تأثير المنثول فقط، بل أجرى الباحثون تجارب إضافية على خلايا "تي الناظمة" (Treg)، التي تتحكم عادة في الجهاز المناعي، وعندما قلل العلماء من هذه الخلايا اصطناعيًا، ظهرت تأثيرات مشابهة لما أحدثه المنثول، وهو ما يعزز الفرضية حول الرابط بين الجهاز المناعي وصحة الدماغ.

وفي تجربة لاحقة، استُخدم دواء يعالج أمراض المناعة الذاتية، أدى أيضًا إلى تحسين القدرات الإدراكية لدى الفئران، سواء المصابة بألزهايمر أو السليمة، ما يفتح الباب أمام تدخلات علاجية جديدة محتملة تعتمد على تعديل استجابة المناعة أو تحفيز حاسة الشم.

ما الذي تعنيه هذه النتائج للإنسان؟

رغم أن هذه النتائج مُبشّرة، يؤكد العلماء الحاجة إلى دراسات إضافية على البشر، للتأكد من فاعلية وتأثير المنثول والروائح الأخرى على الجهاز العصبي البشري.

وتعلّق عالمة الأعصاب آنا غارسيا-أوستا على الدراسة بقولها: "يسبب كل من المنثول وتثبيط خلايا Treg انخفاض بروتين IL-1b، الذي يُعتقد أنه يلعب دورًا في تدهور القدرات المعرفية، هذه النتائج خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين المناعة، الأعصاب، وحاسة الشم".

بدورها، أوضحت الباحثة نويليا كاساريس أن الروائح لا تؤثر فقط على الحواس، بل قد تُمثّل وسيلة وقائية أو علاجية لأمراض معقدة مثل ألزهايمر، مؤكدة أهمية مواصلة البحث في هذا المجال الواعد.

المنثول.. أكثر من مجرد رائحة منعشة؟

مع تراكم الأدلة العلمية، يبدو أن المنثول وغيره من الروائح قد يتحول من مجرد مادة تُنعش التنفس أو تُستخدم في المنتجات الطبية، إلى جزء من إستراتيجية وقائية وعلاجية مستقبلية ضد أمراض دماغية معقدة مثل ألزهايمر.

لكن يبقى التحدي الأكبر أمام العلماء هو إثبات هذه التأثيرات على البشر، وتطوير وسائل آمنة وفعالة لاستغلال هذه الظاهرة في الطب الحديث.

مرض ألزهايمر، المنثول وألزهايمر، تأثير الروائح على الدماغ، علاج ألزهايمر بالمنثول، بروتين IL-1b، الذاكرة وحاسة الشم، الروائح والجهاز العصبي، الروائح والذاكرة، المناعة وألزهايمر، خلايا Treg وألزهايمر، استنشاق المنثول، أبحاث ألزهايمر الحديثة، تأثير المنثول على الإدراك، الروائح وتحسين الذاكرة، الوقاية من ألزهايمر، علاج ألزهايمر بالرائحة