الأربعاء 1 أكتوبر 2025 11:46 مـ 9 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الأمير تركي الفيصل: ”الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة تحتاج إلى وقفة تقييم... والعبرة بالنتائج لا بالنوايا”

الخميس 2 أكتوبر 2025 01:09 صـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
الامير تركي الفيصل
الامير تركي الفيصل

في تصريحٍ حمل في طيّاته الحذر والتحليل العميق، علّق الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات العامة السعودية، على الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، مُشدّدًا على أن "العبرة بالنتائج، لا بالأقوال أو الإعلانات الأولية".

216.73.216.58

جاء ذلك خلال لقائه مع برنامج "في الصورة"، حيث استعرض الأمير تركي جوانب متعددة من الخطة المطروحة، داعيًا إلى عدم التسرّع في الاحتفاء بها قبل التأكد من تنفيذ بنودها على أرض الواقع. وقال: "يجب ألا نهلّل ونكبّر ونعتبر أن الموضوع انتهى، فهذه خطوة، والعبرة بالنتائج".

وأشار الأمير إلى أن الخطة تتضمّن وعودًا كبيرة، منها وقف إطلاق النار، وعودة الاستقرار إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. وأوضح أن ما تناقلته وسائل الإعلام يشير إلى أن الخطة تشمل الإفراج عن 250 فلسطينيًا محكومين بالإعدام، فضلاً عن أكثر من 1500 شخص اعتُقلوا خلال العمليات العسكرية الأخيرة في غزة. لكنه سارع إلى التساؤل: "ما هذه التفاصيل؟ وكيف ستُطبّق؟ ومن سيكون مسؤولًا عن الالتزام بها؟"، مؤكدًا أن غياب الوضوح حول هذه النقاط يُعقّد تقييم جدّية الخطة وقابليتها للتنفيذ.

ولم يكتفِ الأمير تركي بالتعليق على الجوانب الإنسانية والسياسية للخطة، بل تطرّق أيضًا إلى التحديات الهيكلية التي تواجه "اليوم التالي" لوقف إطلاق النار، متسائلًا: "من سيكون القائمون على مجلس إدارة السلام؟ ومن سيتولى تنفيذ إجراءات الأمن والسلامة لسكان غزة لكي يعودوا إلى منازلهم ويعيدوا بناء مدينتهم؟".

وأكّد أن أي مبادرة حقيقية لإنهاء الأزمة يجب أن تأخذ في الحسبان الواقع الميداني المعقد، وتوفّر ضمانات واضحة لحماية المدنيين، واستعادة البنية التحتية المدمّرة، وتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة وأمان.

وختامًا، دعا الأمير تركي الفيصل إلى مقاربة واقعية ومتأنية، تبتعد عن الاندفاع العاطفي أو التفاؤل المفرط، وتستند إلى معايير الشفافية والمساءلة، مشيرًا إلى أن "السلام لا يُبنى على الوعود فقط، بل على الإرادة الصادقة والآليات القابلة للتنفيذ والرقابة".