الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 11:48 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”أربعة قادة حوثيين كبار يُقتلون في صنعاء.. والجماعة تُشيعهم بصمت مريب!”(الأسماء)

الأربعاء 1 أكتوبر 2025 01:01 صـ 9 ربيع آخر 1447 هـ
تشيع حوثيين
تشيع حوثيين

في تطورٍ لافت يعكس حالة الارتباك والانكفاء التي تعيشها مليشيا الحوثي، أقرّت الجماعة خلال الساعات الماضية، وبشكل غير مباشر، بمصرع أربعة من أبرز قادتها العسكريين في العاصمة اليمنية صنعاء، التي لا تزال تحت سيطرتها منذ عام 2014.

216.73.216.1

وجاء الإقرار عبر مراسم تشييع جنازات رسمية نظمتها المليشيا، لكنها تجنّبت تمامًا الكشف عن ملابسات مقتل هؤلاء القادة أو تحديد أماكن سقوطهم، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة يائسة للتغطية على حقيقة أنهم سقطوا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل العاصمة.

وبحسب وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، فقد تم تشييع جثامين القادة الأربعة، وهم:

  • عاهد محمد يحيى السياغي، الذي ينتحل رتبة "نقيب"، من مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء.
  • صدام أحمد الخبش، المنتحل لرتبة "رائد"، من مديرية الجميمة بمحافظة حجة.
  • عبدالله صالح الشامي، من مديرية كحلان عفار بمحافظة حجة.
  • أسامة الجائفي، المنتحل لرتبة "رائد"، من مديرية همدان بمحافظة صنعاء.

وأثار غياب أي تفاصيل رسمية حول ظروف مصرع هؤلاء القادة، إلى جانب التوقيت المتزامن لتشييع جنازاتهم، شكوكًا واسعة لدى المراقبين والمحللين العسكريين، الذين يرون أن هذا التكتّم يُعدّ اعترافًا ضمنيًّا بوقوع خسائر فادحة في صفوف القيادة العسكرية العليا للجماعة، نتيجة الهجمات الجوية التي نفّذتها إسرائيل مؤخرًا ضد أهداف حوثية في قلب صنعاء.

ويشير الخبراء إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتّبع فيها المليشيا سياسة "التكتم الإعلامي" عند سقوط قادتها، لكن التزامن مع الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لوجستية واستخباراتية وعسكرية حساسة، يجعل من الصمت الحوثي دليلاً قاطعًا على حجم الصدمة التي تلقتها الجماعة. ويعتقد أن من بين المواقع المستهدفة مراكز اتصالات، ومخازن أسلحة، بل وربما مقار قيادية تابعة لجناحها العسكري.

ويوضح محللون أن هذا التعتيم الإعلامي يخدم أكثر من هدف: أولها، الحفاظ على تماسك البنية الداخلية للجماعة ومنع انهيار معنويات مقاتليها، الذين يعيشون حالة من التوجّس بعد تكرر الاستهدافات الدقيقة لمواقعهم. ثانيها، تجنّب إثارة موجة انشقاقات أو تمرّد داخلي بين القيادات المتوسطة والدنيا، التي قد تدرك أن مصيرها سيكون مشابهًا إذا استمرت الضربات الإسرائيلية في استهداف رؤوس الهرم الحوثي. وثالثها، محاولة إرباك الأجهزة الاستخباراتية المعادية من خلال بثّ غموض متعمّد حول طبيعة الخسائر وحجم الاختراق الأمني الذي تعرّضت له شبكاتهم.

ومن الناحية الرمزية، يُعدّ تشييع القادة الأربعة في أجواء غامضة، دون خطابات أو بيانات رسمية تُفصّل ملابسات مقتلهم، مؤشرًا على أن المليشيا لم تعد قادرة على إدارة سردية إعلامية متماسكة، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والاستخباراتية التي تواجهها من أكثر من جهة، بما في ذلك التحالف العربي، والمقاومة الشعبية، والآن القوة الجوية الإسرائيلية.

ويُجمع المتابعون على أن الضربات الأخيرة لم تُلحق أضرارًا مادية فحسب، بل تركت "بصمة ثقيلة" على البنية القيادية للحوثيين، ما قد يُضعف قدرتهم على اتخاذ قرارات استراتيجية سريعة، ويُعقّد خططهم العسكرية في مسرحَيْن حيويين: الحدود السعودية، والبحر الأحمر.

وفي ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الأبرز: هل سيُجبر هذا التآكل في الصفوف القيادية المليشيا على تغيير نهجها العدائي، أم أن استمرار التكتم والتمويه لن يكون سوى تأجيلٍ مؤقت لانهيارٍ أعمق؟