”الحوثيون دمّروا اليمن أكثر من أي غازي!”.. سياسي يمني يصفهم بـ”السرطان” الذي يُنتِج المقابر لا المستقبل

في تصريحات لافتة وحادة، شنّ السياسي اليمني البارز نجيب غلاب هجومًا لاذعًا على جماعة الحوثي، معتبرًا أنها نجحت في تدمير اليمن على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بدرجة لم يكن ليحققها أي عدو خارجي في تاريخ البلاد الحديث.
216.73.216.1
وقال غلاب إن "الحوثية لم تكن مجرد تمرد مسلح، بل كانت سرطانًا ينخر في جسد الوطن، يهدد الحاضر والمستقبل معًا، ويُفقِد اليمن القدرة على الحركة إلا في اتجاهين: حفر المقابر، وإنتاج التخلّف المركب والمدمّر".
وشدّد على أن الجماعة، منذ استيلائها على السلطة في صنعاء عام 2014، لم تُظهر أي رغبة أو قدرة على بناء دولة أو حتى إدارة سلطة أمر واقع، بل اكتفت بممارسة "سلطات افتراس ونهب وقمع" باستخدام أدوات وصفها بـ"الداعشية"، هدفها الوحيد إذلال المواطن وتجريده من كرامته.
وأضاف غلاب أن أي صوت يحاول أن يخرج عن الخط المُرسوم من قبل الجماعة، حتى لو كان من داخل صفوفها، يُواجه بالقمع والتصفية، مشيرًا إلى أن "الشخصيات التي تحاول تصحيح المسار أو كشف جرائم الجماعة تتعرض للملاحقة والتهديد بالقتل والإهانة العلنية"، ما يعكس طبيعة النظام الحوثي الاستبدادية والطائفية.
وفي سياق متصل، وصف غلاب سلطة ما سماه "الكهنوت الحوثي" بأنها "تحولت إلى مافيا من الدجالين لا تُنتج سوى الخراب والدمار"، مؤكدًا أن هذه السلطة لا تستند إلى شرعية شعبية أو مؤسسات دولة، بل إلى منطق القوة والترهيب والولاء الأعمى لزعيم الجماعة.
وأوضح أن مصدر قوة زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، لا يكمن في كفاءته أو مؤهلاته، بل في "الدعم الإيراني غير المحدود"، مؤكدًا أن الحوثي "يفتقر تمامًا إلى المؤهلات الفقهية والقيادية"، وأنه لا يُصدر قراراته إلا وفقًا لما يُملَى عليه من طهران. ولفت غلاب إلى أن أتباع الجماعة يعملون على تسويقه باستمرار كـ"قرآن ناطق"، في محاولة لتقديسه ورفعه فوق النقد، رغم ما وصفه بـ"الجهل المركب" الذي يعاني منه.
وأكد غلاب أن اليمن لن ينهض من كبوته ما دامت جماعة الحوثي تمسك بزمام الأمور، داعيًا إلى ضرورة تفكيك البنية الحوثية ومحاسبتها على جرائمها، باعتبارها "العدو الأول للشعب اليمني"، وليس مجرد طرف في صراع سياسي.
تصريحات غلاب تأتي في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تجاذبات سياسية وعسكرية معقدة، وسط مساعٍ دولية متجددة لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، والتي خلّفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.