الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 08:57 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رئيس الوزراء ”بن بريك” يزور السعودية ومقترح لتقديم استقالته

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 10:21 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

استبشر اليمنيين داخل اليمن وخارجها خيرا، منذ أن تمكن رئيس الوزراء سالم بن بريك، ومعه الرجال الشرفاء والمخلصين، من وقف انهيار العملة اليمنية وانخفاض أسعار المواد الغذائية بأسعار معقولة ومنخفضة، ولكن قامت الدنيا ولم تقعد منذ أن كشف بن بريك عن نهب ملايين الدولارات من خزينة الدولة المفلسة أصلا، لتذهب دون وجه حق إلى فاسدين يعيشون مع عائلاتهم في الخارج تحت مسمى "بدل اعاشة.

216.73.216.1

رئيس الوزراء توجه إلى السعودية، وهي زيارة في غاية الأهمية، لازالة العقبات التي تقف عائقا وتعرقل تلك الإصلاحات، فالسعودية هي أكبر داعم لتلك التحركات التي يقوم بها بريك، وأعلنت ذلك رسميا عبر سفيرها في اليمن "محمد آل جابر " خلال لقائه بالرئيس رشاد العليمي، ولم تكتفي القيادة السعودية بالأقوال، بل قامت بتقديم دعم سخي تجاوز المليار ريال لدعم الإصلاحات والتي من شأنها وقف معاناة الشعب اليمني وتوفير كافة المتطلبات الضرورية لتوفير الحياة الكريمة للجميع.

كان بإمكان رئيس الوزراء أن يلتزم الصمت ويتجنب المشاكل، وكان يستطيع جني ملايين الدولارات كما يفعل بقية الفاسدين، لكن وطنيته ورغبته الصادقة في تصحيح الوضع المزري دفعه لإعلان الحرب الضروس على كل فاسد ولص، وهؤلاء الانذال سيستخدمون كل قوتهم لعرقلة بن بريك، فما يفعله يعطل مصالحهم ويوقف سرقاتهم وفسادهم، لكن بإذن الله سيرد الله كيدهم في نحورهم، فهو سبحانه وتعالى يكره الفساد والمفسدين.

لاشك أن الزيارة إلى السعودية ستكون في غاية الاهمية لوضع النقاط على الحروف وكشف الفاسدين، فلا تزال السرقات مستمرة، ولا تزال الكثير من المؤسسات ترفض توريد الأموال إلى البنك المركزي، وهاك كثير من العقبات التي من دون إزالتها لن تنجح اي إصلاحات.

وقد تفاجأ الجميع من الانتقادات الحادة التي وجهها الأخ والزميل الصحفي "سيف الحاضري" رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة من مأرب، لرئيس الوزراء سالم بن بريك، وقال أن بن بريك يعمل بتراخ مع زمرة الفساد والمفسدين، بل انه قدم مقترحا لتقديم استقالته، معتبرًا أن استمرار التراخي في مواجهة الفساد المالي يمثل خيانة وطنية.

وأقول للزميل والأخ يوسف أنني لا أشك لحظة واحدة في اخلاصك ورغبتك الصادقة في مكافحة الفساد والقضاء على كل فاسد، ولكن مقترحك يصب في صالح المجرمين ومصاصي دماء الشعب اليمني العظيم، ولو قدم رئيس الوزراء سالم بن بريك استقالته بحسب مقترحك، فستكون تلك رسالة كارثية مفادها أن كل من يسعى لمحاربة عتاولة الإجرام والفساد سيكون مصيره الأبعاد، وكل رئيس وزراء جديد سيفهم الرسالة ويلتزم الصمت، وربما لا يكتفي بذلك، بل ويقوم بمساعدة الفاسدين ويدعهم يمارسون كل أعمالهم القذرة، حتى يحتفظ بمنصبه، فالجميع يعلمون أن بناء منزل أو إصلاح حديقة يحتاج إلى مجهود جبار، فما بالك بمن بسعى ليصلح وطن، وما يفعله بن بريك لا يحقق النجاح بين ليلة وضحاها، بل يحتاج لوقت وجهد ولرجال مخلصين وصادقين وشرفاء، فهم يحاربون منظومة إجرامية متمرسة في نهب الوطن والمواطنين دون أي شعور بالمسؤولية.

لقد أطلق بن بريك الشرارة الأولى للحرب على الفساد والضرب بيد من حديد على كل عابث وفاسد لا يهتم الا بمصالحه الشخصية، والحمدلله أن خطوته الأولى كانت صحيحة، وما دام اللبنة صحيحة ومتينة فستكون النتائج مبهرة ورائعة، لكن هذا يحتاج لجهود جبارة ومثابرة مستمرة، وعلينا جميعا صحفيين وناشطين ورؤساء تحرير ورواد في مواقع التواصل الإجتماعي، الاسهام بشكل فاعل لفضح الفاسدين وتعريتهم، وتقديم الأدلّة الدامغة التي تدينهم، فهذا يسند سالم بن بريك وتوجهاته الوطنية المخلصة، أما أن نطالب بتقديم الاستقاله من رجل قرر أن يكون شجاعا وأن يواجه زمرة فاسدة وحقيرة، يضعون كل خيرات اليمن في جيوبهم، فإن هذا سيكون أعظم نجاح لكل فاسد ولجميع العصابات الإجرامية التي لا تخاف الله ولا ترحم أبناء الشعب اليمني العظيم، فرب العزة يحب الصبر والصابرين ويقف إلى جانبهم ويقول" إن الله مع الصابرين" صدق الله العظيم.