الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 10:38 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”رمال الجوف القاتلة: شاب في مقتبل العمر يدفع حياته ثمنًا للحفر العشوائي”

الأربعاء 1 أكتوبر 2025 12:05 صـ 9 ربيع آخر 1447 هـ
الشاب
الشاب

هدت محافظة الجوف، في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، حادثًا مأساويًا هزّ أرجاء المنطقة، بعد أن لقي شاب في ريعان شبابه مصرعه إثر انهيار كثيب رملي عليه أثناء قيامه باستخراج الرمال من صحراء "خب والمهاشمة"، في مشهدٍ وصفه شهود العيان بأنه "صادم ومروّع".

216.73.216.1

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الضحية هو الشاب عوض بن يحيى البعجري المهشمي، الذي كان يعمل على تحميل مركبته بالرمال من أحد الكثبان الصحراوية المعتادة لاستخراج المواد الرملية، حين انهار عليه فجأة كمٌّ هائل من الرمال دون سابق إنذار، ما أدى إلى طمره بالكامل ووفاته على الفور، رغم المحاولات اليائسة من قبل من كانوا معه لإنقاذه.

وأشارت المصادر إلى أن الحادث وقع بشكلٍ مباغت وسريع، لم يُمهِل الفرصة لأي تدخل إنقاذ فعّال، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث باتت تتكرر بشكل مقلق في مناطق استخراج الرمال بمحافظة الجوف، لا سيما في الأماكن التي تشهد حفرًا عشوائيًّا دون اتخاذ أدنى احتياطات السلامة أو مراعاة لطبيعة التضاريس الرملية شديدة التقلّب.

ويعتمد عددٌ كبير من أبناء الجوف على استخراج الرمال كمصدر رئيسي للدخل، خاصة مع الطلب المتزايد على مواد البناء في ظل النمو العمراني المتسارع. غير أن هذا العمل، رغم أهميته الاقتصادية، يظل ينطوي على مخاطر جسيمة، إذ تحوّل في كثير من الأحيان إلى "فخٍّ قاتل" يودي بحياة شبابٍ في عمر الزهور، جراء غياب التنظيم والرقابة، وضعف الوعي بإجراءات السلامة في بيئة صحراوية قاسية.

ويُعدّ حادث الشاب "عوض" أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الحوادث المماثلة التي تُسجّل في المنطقة، ما يُعيد إلى الواجهة مطالب متزايدة من الأهالي والمهتمين بضرورة تدخل الجهات المختصة لتنظيم عمليات استخراج الرمال، وفرض ضوابط صارمة تحفظ أرواح العاملين وتمنع استمرار هذه المآسي التي تُزهق أرواحًا بريئة دون حسيب أو رقيب.

وفي ظل الحزن الذي يلفّ أهالي الجوف، تتجدد الدعوات لوضع حدٍّ لهذه الكارثة المتكررة، عبر إطلاق مبادرات وقائية، وتوفير بدائل آمنة لأبناء المحافظة، حتى لا يتحول مصدر الرزق إلى سببٍ للموت.