حماس تقترب من إعطاء الضوء الأخضر لخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

تشهد الساحة الفلسطينية والدولية حالة من الترقب الحذر بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وقد بدأت المؤشرات الأولية توضح ميول حركة حماس والفصائل الفلسطينية إلى التعامل بإيجابية مع المقترحات، رغم تمسكها بمجموعة من المطالب والضمانات قبل إصدار رد رسمي، وبين ضغوط الوسطاء الإقليميين والمواقف الدولية.
موقف حماس من خطة ترامب
216.73.216.1
تشير المعلومات المتداولة إلى أن حماس تقترب من إعلان موافقتها المبدئية على الخطة، لكنها في المقابل تركز على نقاط جوهرية ترى أنها لا يمكن تجاهلها، ومن أبرز هذه النقاط ما يلي:
-
ضرورة الحصول على ضمانات دولية تمنع إسرائيل من استئناف الهجمات بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
-
تحديد جدول زمني واضح لانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع يراعي متطلبات الأمن والواقع الميداني.
-
الاتفاق على نطاقات الانسحاب بشكل دقيق لتفادي أي خلافات أو خروقات مستقبلية.
-
توفير التزامات مكتوبة بعدم التعرض لقادة الحركة في الخارج أو استهدافهم.
-
انتظار توضيحات إضافية من الوسطاء المصريين والقطريين حول آليات التنفيذ والرقابة الدولية.
تفاصيل الخطة الأمريكية
الخطة التي أعلنها ترامب جاءت في عشرين بندا متكاملة، وتهدف إلى وقف فوري للنزاع مع وضع آليات لضمان استقرار طويل الأمد في غزة وتتلخص أبرز ملامحها فيما يلي:
-
وقف شامل لإطلاق النار يطبق مباشرة فور بدء التنفيذ.
-
الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
-
زيادة كميات المساعدات الإنسانية وتسهيل دخولها إلى القطاع دون عوائق.
-
تشكيل إدارة انتقالية من التكنوقراط الفلسطينيين لتولي شؤون غزة.
-
إنشاء مجلس سلام دولي برئاسة ترامب ويضم شخصيات دولية مثل توني بلير، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على محيط غزة.
ردود السلطة الفلسطينية
رغم أن الخطة لا تمنح السلطة الفلسطينية دورا مباشرا في المرحلة الأولى، فإن القيادة الفلسطينية أبدت ترحيبا حذرا وأكدت استعدادها للتعاون ويمكن تلخيص موقف السلطة في النقاط الآتية:
-
الترحيب بالمبادرة باعتبارها فرصة لإحياء مسار السلام.
-
التأكيد على الرغبة في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية وحديثة.
-
الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة ورفض عسكرة الدولة.
-
قبول العودة إلى غزة بعد استكمال الإصلاحات المطلوبة.
-
الدعوة إلى شراكة سياسية حقيقية مع المجتمع الدولي في تنفيذ الاتفاق.
المواقف الدولية والإقليمية من خطة ترامب
يلعب الوسطاء الإقليميون والدوليون دورا محوريا في تقريب وجهات النظر وضمان الالتزام ببنود الخطة وفي هذا السياق يمكن رصد أهم المواقف على النحو التالي:
-
الولايات المتحدة تضغط بقوة على حماس لإعطاء رد سريع خلال أيام قليلة.
-
إسرائيل تتابع التطورات وتلوح باستخدام القوة إذا فشلت الخطة.
-
مصر وقطر تواصلان التحركات لتوضيح النقاط الغامضة وتقديم الضمانات.
-
المجتمع الدولي يعبر عن دعمه لأي مبادرة توقف نزيف الدم المستمر.
-
الترقب يسود الساحة خوفا من انهيار الجهود وما قد يترتب عليه من تصعيد جديد.
رغم أن الطريق إلى التوصل لاتفاق نهائي ما زال محفوفا بالتحديات، فإن التطورات الأخيرة تعكس فرصة حقيقية لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، ونجاح الخطة سيفتح الباب أمام مرحلة انتقالية قد تعيد ترتيب المشهد الفلسطيني وتمنح سكان القطاع هدنة يحتاجونها بشدة، أما فشلها فسيعيد الجميع إلى نقطة الصفر ويطيل أمد الصراع.