”نشاط جوي غامض في صنعاء.. هل نحن على أعتاب تغيير في المشهد اليمني؟”

كشف الخبير اليمني المتخصص في شؤون الطيران والبيئة، عبد القادر الخراز، عن تسجيل نشاط جوي لافت في مطار صنعاء الدولي اليوم الإثنين، في مؤشرٍ قد يعكس تحوّلًا في واقع الحركة الجوية بالعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
216.73.216.1
وأفاد الخراز أن ثلاث طائرات هبطت في المطار خلال فترة زمنية قصيرة، تحديدًا بين الساعة العاشرة صباحًا ووقت الظهيرة، مشيرًا إلى أن هذا التدفق يُعدّ غير مألوف مقارنةً بالوضع المعتاد في المطار، الذي ظلّ لسنوات يعاني من تراجع حاد في الحركة الجوية بسبب القيود المفروضة من التحالف العربي وانعكاسات النزاع المستمر في البلاد.
وقال الخراز في تصريحات صحفية: "المطار عاد يشع بالحركة"، معبّرًا عن دهشته من هذا التصاعد المفاجئ في النشاط الجوي، رغم استمرار القيود الرسمية على الرحلات التجارية من وإلى صنعاء.
غير أنه أشار إلى غياب معلومات دقيقة حول هوية هذه الطائرات أو جهاتها أو طبيعة مهماتها، ما يثير تساؤلات واسعة حول أهداف هذه الرحلات ومدى ارتباطها بالتطورات السياسية أو العسكرية الجارية في البلاد.
ويأتي هذا النشاط الجوي في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تطورات متسارعة على المستويين السياسي والعسكري، تشمل مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف المتنازعة، وتحركات دبلوماسية إقليمية ودولية تهدف إلى إعادة إطلاق مسار التسوية، بالإضافة إلى تقارير عن تحركات لوجستية واستخباراتية في مناطق متعددة تحت سيطرة الحوثيين.
ومنذ فرض التحالف العربي قيودًا صارمة على المجال الجوي اليمني عام 2015، ظل مطار صنعاء شبه معزول عن الحركة الجوية المدنية، باستثناء رحلات إنسانية نادرة أو طائرات خاصة مرتبطة بجهات سياسية أو دبلوماسية. لذا فإن أي نشاط جوي غير معتاد يُنظر إليه بعين الريبة والاهتمام، خاصةً في ظل غياب الشفافية من جانب سلطات مليشيات الحوثي بصنعاء.
ويُعد تتبع الحركة الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مؤشرًا مهمًا لفهم التحولات المحتملة في المشهد اليمني، سواء من حيث فتح قنوات اتصال جديدة، أو نقل معدات أو أفراد ذوي صلة بمسارات التفاوض أو التصعيد العسكري.
ويُنتظر أن تثير هذه التطورات موجة من التحليلات والاستفسارات من قبل المراقبين الدوليين والمحليين، لا سيما إذا تكرر هذا النشاط في الأيام المقبلة، ما قد يشير إلى تغيّر في سياسة التحالف أو إلى خطوات أحادية من جانب جماعة الحوثي لتعزيز حضورها الجوي دون تنسيق مع الجهات المعنية.