الأربعاء 3 سبتمبر 2025 09:45 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحكومة اليمنية تحذر: رحلات أممية سرية تمنح الحوثيين غطاءً للتنسيق مع إيران وحزب الله

الأربعاء 3 سبتمبر 2025 10:24 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
الحكومة اليمنية تحذر: رحلات أممية سرية تمنح الحوثيين غطاءً للتنسيق مع إيران وحزب الله

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من خطورة أي تواطؤ أو تغاضي أممي مع مليشيا الحوثي عبر تسخير الرحلات الجوية في مهام غير معلنة، مؤكداً أن ذلك لا يقتصر أثره على الداخل اليمني فحسب، بل يفتح الباب أمام المليشيا لتوظيف هذه الرحلات في تنسيق أكبر مع داعميها في إيران وحزب الله، وهو ما يشكل خطراً على الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.

وأشار الإرياني إلى أن الشفافية الكاملة، ووقف أي رحلات غير معلنة، وإخضاعها لإشراف حكومي مباشر باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل.

وأضاف أن ملايين اليمنيين يُحرمون من حقهم المشروع في السفر والتنقل والعلاج نتيجة مغامرات مليشيا الحوثي واستدعائها الغارات الجوية على مطار صنعاء، في وقت يتمتع فيه قادة المليشيا وأسرهم بامتيازات النقل الآمن عبر الطائرات الأممية، واصفاً هذه الازدواجية بأنها ظلم مضاعف بحق اليمنيين، ودليل على تحول الطابع الإنساني إلى أداة تمنح امتيازات لطرف واحد على حساب الغالبية العظمى.

وأكد الوزير أن استغلال مليشيا الحوثي للرحلات الإنسانية ليس مجرد تجاوز عابر، بل جزء من نهج ممنهج لتحويل أدوات الإغاثة إلى غطاء لتحركات غير مشروعة، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني. وشدد على أن استمرار هذه الممارسات يهدد حياد العمل الإنساني ومصداقيته، ويضع الأمم المتحدة ووكالاتها أمام اختبار حقيقي لمسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، فإما أن تحمي نزاهة عملها وسمعتها، أو تجد نفسها –عن قصد أو غير قصد– في موقع الشريك غير المباشر في تمكين جماعة مصنفة إرهابية.

وكان الإرياني قد حذر أمس الثلاثاء، من أي شكل من أشكال التساهل أو التعاون من بعثة الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية مع مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، أو رضوخها لابتزاز وتهديد المليشيا عبر تسخير الرحلات الجوية في مهام غير معلنة.

وأشار الإرياني، في تصريحات مساء اليوم، إلى تداول أنباء عن استخدام طائرات أممية لنقل قيادات حوثية وأسرهم إلى الخارج تحت ذرائع سياسية وإنسانية متعددة، بينها جهود الوساطة وتلقي العلاج.

ولفت إلى أن وتيرة الرحلات شبه اليومية التي تسيرها الأمم المتحدة ووكالاتها وعدد من المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية نحو مطار صنعاء، في الوقت الذي تتوقف فيه الحركة المدنية في المطار بشكل كامل منذ تدمير طائرات الخطوط الجوية اليمنية، تثير تساؤلات مشروعة حول دوافعها وأهدافها الحقيقية، وتزداد إلحاحاً مع تشديد المليشيا قبضتها الأمنية على المنظمات الدولية واستمرارها في حملات القمع والاعتقالات بحق موظفيها، وآخرها اقتحام مقري برنامج الأغذية العالمي واليونيسف واعتقال 16 من موظفيهما.

وأكد الوزير أن أي تسهيل لتحركات المليشيا الحوثية، المصنفة كـ"جماعة إرهابية"، يشكل خرقاً صريحاً لالتزامات الأمم المتحدة والقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار 2216، مشدداً على أن استغلال الرحلات الأممية في غير غرضها الإنساني يتعارض مع اتفاقية شيكاغو للطيران المدني ويمثل انتهاكاً لمبدأ الحياد والشفافية.

وأضاف أن السماح بنقل قيادات وعناصر حوثية وأسرهم عبر رحلات أممية لا يشكل فقط إخلالاً بالحياد، بل يفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ويمنح المليشيا أدوات إضافية للتنسيق مع داعميها في إيران وحزب الله، بما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والملاحة الدولية.

وشدد الإرياني على أن احترام بعثة الأمم المتحدة ووكالاتها لولاية عملها والالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقواعد الناظمة للعمل الإنساني، يستوجب أن تظل الرحلات الجوية في إطارها الإنساني المعلن لخدمة المدنيين واحتياجاتهم العاجلة، وألا تتحول إلى وسيلة تمنح امتيازات غير مشروعة للمليشيا.

وطالب الوزير بعثة الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية بالالتزام بأعلى درجات الشفافية بشأن طبيعة تلك الرحلات، وفتح تحقيق عاجل وشفاف حول شبهات استغلال رحلات خدمة الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني (UNHAS) في تهريب قيادات حوثية ونقل مواد وقطع غيار على مدى سنوات، ووقف أي رحلات غير شفافة إلى حين إعلان نتائج التحقيق، مع تعيين إشراف حكومي مباشر على جميع الرحلات الجوية الأممية، وتقديم إحاطة علنية من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بشأن طبيعتها ومساراتها.

واختتم الإرياني تصريحاته بالتأكيد على أن أي تواطؤ أو تغاضٍ عن هذه الانتهاكات سيُفهم كخروج عن مبادئ الحياد، وتقويض للثقة في الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة المليشيا، وهو ما يجعلها مسؤولة مباشرة عن أي نتائج سياسية أو أمنية تترتب على ذلك.

وكانت طائرتان تابعتان للأمم المتحدة، غادرتا صباح الإثنين الماضي، مطار صنعاء الدولي، وعلى متنهما نحو 40 جريحاً من الحوثيين أصيبوا في القصف الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعاً لقيادات الجماعة الخميس الماضي. وفقا لمصادر صحفية.

وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قد أعرب في وقت سابق عن "قلقه البالغ" إزاء مقتل وإصابة من وصفهم بـ"وسطاء سياسيين" في الضربة الجوية، محذراً من تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي أوسع، وداعياً إلى وقف فوري للهجمات والعودة إلى القنوات الدبلوماسية.

216.73.216.131

موضوعات متعلقة