خلاف علني بين لافروف وظريف بسبب ”فخ سناب باك” يهز الدبلوماسية الإيرانية الروسية

تتصاعد التوترات بين موسكو وطهران بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي حملت إشارات نقدية لطهران بشأن آلية إعادة العقوبات المعروفة بـ"سناب باك" في الاتفاق النووي الإيراني، تصريحات لافروف تعكس توجهاً روسياً جديداً في إعادة تحديد حدود التحالف الاستراتيجي مع إيران، خصوصاً في ظل الضغوط الغربية المتزايدة والعقوبات الدولية المتجددة.
لافروف يكشف مفاجآت الاتفاق النووي
أوضح لافروف أن إدراج بند إعادة العقوبات تلقائياً كان نتيجة تفاهم مباشر بين وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري، وأن روسيا لم تشارك في صياغة التفاصيل النهائية للاتفاق، وقد أعاد ذلك إلى الأذهان الانتقادات التي وجهها ظريف سابقاً لموسكو، حيث اتهمها بمحاولة عرقلة التوصل إلى اتفاق نووي دائم ويمكن القول إن تصريحات لافروف تضمنت ملاحظات واضحة على الدور الإيراني في صياغة بنود الاتفاق:
-
روسيا فوجئت بصيغة بند "سناب باك" التي تعتبر فخاً قانونياً.
-
لم يكن لدى موسكو أي أساس للاعتراض حين توقيع الاتفاق.
-
لافروف شدد على أن إيران التزمت بالاتفاق، رغم أن صيغة البند قد تُستغل ضدها سياسياً.
-
الانتقادات الروسية جاءت بعد إشارات ظريف السابقة حول تدخل موسكو في الملفات الإقليمية.
السياق الإقليمي والدولي لتصريحات لافروف
تشير تصريحات لافروف إلى وجود تفاوت واضح في الأجندات بين روسيا وإيران، على الرغم من إعلان التحالف الاستراتيجي بينهما، موسكو تحرص على حماية مصالحها دون الانجرار لتحمل تبعات الأخطاء الاستراتيجية لطهران، بينما تواجه إيران ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة ومن المهم استعراض أبرز السياقات الدولية والإقليمية:
-
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وزيادة المطالب الأوروبية للطرف الإيراني.
-
استمرار العقوبات الغربية وتأثيرها على الاقتصاد والسياسات الداخلية لإيران.
-
إشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور موسكو في تهدئة التوترات بين إيران وإسرائيل، والتي تسبق تصريحات لافروف.
انعكاسات تصريحات لافروف على التعاون الإيراني-الروسي
تشير تصريحات لافروف إلى إعادة موسكو تقييم حدود دعمها لطهران، خصوصاً فيما يتعلق بالتعاون العسكري والتكنولوجي، موسكو أكدت أنها تزود إيران بالمعدات اللازمة ضمن إطار القانون الدولي، لكنها لم تفصح عن تفاصيل بشأن منظومات دفاعية متقدمة مثل "إس-400" أو الطائرات المقاتلة "سوخوي" ويمكن تلخيص انعكاسات التصريحات على العلاقة الثنائية:
-
روسيا تحذر من تحمل تبعات الأخطاء الاستراتيجية لطهران.
-
زيادة الانتقادات الداخلية داخل إيران ضد فريق التفاوض السابق بقيادة ظريف.
-
إعادة النظر في التعاون العسكري بين البلدين وفق مصالح موسكو الاستراتيجية.
-
احتمال تأثير التصريحات على مستقبل الاتفاق النووي وتطوراته الإقليمية.
الدروس المستخلصة والتوقعات المستقبلية
تشكل تصريحات لافروف تذكيراً بأن التحالف الاستراتيجي بين موسكو وطهران ليس مطلقاً ويخضع لتوازن المصالح الدولية، كما أنها تشير إلى أن روسيا تسعى للحفاظ على موقف سياسي قوي في مواجهة الضغوط الغربية، بينما تجد إيران نفسها مضطرة لتقييم تحركاتها وفق المصالح المشتركة مع موسكو ويمكن التأكيد على أهم الدروس المستقبلية:
-
ضرورة إعادة تقييم السياسات الإيرانية في المفاوضات النووية.
-
أهمية التفاهم مع موسكو لتجنب أي استغلال سياسي للبنود القانونية في الاتفاق.
-
استمرار الرهانات الإقليمية والدولية على الموقف الإيراني وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
تبقى تصريحات لافروف بمثابة تحذير لطهران من الإفراط في الاعتماد على الدعم الروسي دون مراعاة مصالح موسكو ومع استمرار الضغوط الدولية وتطورات الملف النووي، سيكون مستقبل التعاون الإيراني-الروسي مفتوحاً على احتمالات متعددة قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل مباشر.