بعد نفي حوثي.. من يقف وراء انفجار سفينة الغاز فالكون في خليج عدن وما علاقتها بإيران وإسرائيل؟

في حادثة تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول أمن الملاحة في خليج عدن، اشتعلت النيران صباح اليوم السبت في ناقلة نفط ترفع علم الكاميرون، على بُعد نحو 210 كيلومترات شرق مدينة عدن اليمنية، ما أسفر عن فقدان بحار واحد على الأقل، وسط ترجيحات بوجود آخر لا يزال عالقًا على متن السفينة، في وقت غادر فيه بقية أفراد الطاقم البالغ عددهم 26 شخصًا.
قذيفة أم حادث عرضي؟ تضارب الروايات
السلطات البريطانية أشارت في تصريح رصده "المشهد اليمني"، إلى أن السفينة ربما أصيبت بمقذوف مجهول، بينما وصف الاتحاد الأوروبي الحادث بأنه "عرضي"، دون الجزم بوجود عمل عدائي. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) أكدت أن السفينة "أصيبت بمقذوف مجهول أدى إلى اندلاع حريق"، وأن التحقيقات لا تزال جارية.
اول تصريح عسكري حوثي بشأن استهداف سفينة الغاز (فالكون) في خليج عدن
وتحذّر السلطات من أن السفينة، المحمّلة بالكامل بغاز البترول المسال، قد تنفجر في أي لحظة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحركة الملاحة في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
عملية إنقاذ دولية… وطاقم مفقود
عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي أعلنت أن النيران التهمت نحو 15% من هيكل السفينة "MV FALCON"، وأن فرقاطة يونانية وطائرة فرنسية شاركتا في عمليات المراقبة والإنقاذ. وتم إنقاذ 24 من أفراد الطاقم (23 هنديًا وأوكراني واحد)، بينما لا يزال اثنان من البحارة في عداد المفقودين.
السفينة المنكوبة كانت في طريقها من ميناء صحار العُماني إلى جيبوتي، وفقًا لشركة الأمن البحري "أمبري"، التي أكدت أن الطاقم أطلق نداء استغاثة واستعد لمغادرة السفينة فورًا بعد الانفجار.
هل دخل طرف ثالث على خط الهجمات البحرية؟
اللافت أن جماعة الحوثي، التي سبق أن تبنّت هجمات مماثلة في البحر الأحمر، سارعت هذه المرة إلى نفي أي علاقة لها بالحادث. ونقل الإعلام التابع للجماعة عن "مصدر مسؤول في وزارة الدفاع" قوله إن "ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن استهداف سفينة في خليج عدن غير صحيح"، مؤكدًا أن الجماعة "لا علاقة لها بالحادث".
هذا النفي السريع وغير المعتاد يثير تساؤلات حول احتمال دخول طرف ثالث على خط التصعيد البحري، خاصة أن السفينة "فالكون" سبق أن رُبطت بما يُعرف بـ"أسطول الأشباح" الإيراني، وفقًا لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية" ومقرها نيويورك.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي علمه بالحادث، لكنه نفى أي دور له في الضربة.
تحذيرات من كارثة بيئية وملاحية
التحذيرات تتصاعد من احتمال انفجار السفينة المحمّلة بالغاز، ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية وملاحية في خليج عدن، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتعدد الجهات الفاعلة في الممرات البحرية.
فمن يقف وراء استهداف "فالكون"؟ وهل نحن أمام نمط جديد من الهجمات البحرية؟ التحقيقات لا تزال جارية… لكن المؤشرات تفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا.