”انتهت حرب غزة… فماذا بقي لجماعة الحوثي لتبرير فشلها؟”

انتقدت الناشطة الحقوقية اليمنية البارزة هدى الصراري، الخطاب الإعلامي والسياسي لقيادات جماعة الحوثي، واصفةً إياه بأنه "محاولة يائسة للهروب من مسؤولياتها تجاه ملايين المدنيين الذين يعيشون تحت سلطتها منذ أكثر من عقد". وشددت الصراري، في تصريحات صحفية، على أن الجماعة لم تعد قادرة على تغطية فشلها الذريع في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر شعارات مُهترئة لم تعد تخدع أحدًا.
وأشارت الصراري إلى أن شعارات مثل "العدوان" و"نصرة غزة"، التي كانت الجماعة ترفعها سابقًا لتبرير أزماتها الداخلية، "فقدت بريقها تمامًا"، مشيرةً إلى أن الشعب اليمني بات يدرك حقيقة الوضع المعيشي المتردّي الذي تسببت فيه سياسات الحوثيين، من تجويع متعمّد، وانهيار الخدمات الأساسية، وانقطاع الرواتب لأكثر من ثماني سنوات.
وأضافت: "الجماعة اختارت اختراع معارك وهمية وتصدير أوهام خارجية لتبرير عجزها الداخلي. فبدل أن تُصلح ما أفسدته، تُلهي الناس بخطابات الكراهية والتصعيد، وكأن المواطن لا يشعر بالجوع ولا يعاني من غياب الدولة".
وفي معرض حديثها عن ما يُعرف بـ"منشورات المكاشفة" التي يروّج لها قادة الحوثيين مؤخرًا، قالت الصراري إن هذه الحملات لا تُظهرهم كضحايا، كما يحاولون الترويج، بل "تكشف بوضوح حالة الإفلاس السياسي والفكري التي تعيشها الجماعة". واعتبرت أن تنصل سلطات الأمر الواقع من مسؤولياتها اليومية تجاه المدنيين "هو اعتراف ضمني بفقدانها لأي مشروعية سوى القمع والدعاية".
ولفتت إلى أن المواطن اليمني لم يعد بحاجة إلى تفسيرات أو خطابات تبريرية، "فهو يرى بأم عينه الفقر المدقع، والجوع المنتشر، وغياب أبسط مقومات الحياة، في وقت يعيش فيه المشرفون – الذراع الأيديولوجية للجماعة – في ترفٍ فاضح وامتيازات غير مبررة".
وأكدت الصراري أن انتهاء الحرب في غزة "أسقط آخر الأقنعة التي كانت الجماعة تتستر خلفها"، مشيرةً إلى أن استمرار استخدامها لقضية فلسطين كغطاء لفشلها الداخلي لم يعد مقبولاً ولا مقنعًا لأحد.
وختمت الناشطة الحقوقية تصريحها بقولها:
"الشعارات لا تطعم جائعًا، ولا تبرر سلطة فاشلة. ومن يهرب من مسؤولياته عبر اختلاق الحروب الوهمية، إنما يعلن سقوطه الأخلاقي والسياسي قبل سقوطه الفعلي."