”الخارجية اليمنية تندّد بتصريحات الحوثي التحريضية ضد الأمم المتحدة: محاولة يائسة لتبرير انتهاكاتها الإنسانية”

عبّرت وزارة الخارجية اليمنية، اليوم السبت، عن استهجانها الشديد للتصريحات التحريضية التي أطلقها زعيم جماعة الحوثيين المسلحة، عبد الملك الحوثي، ضد منظمات الأمم المتحدة وموظفيها العاملين في اليمن، والتي ادّعى فيها أن جماعته تمتلك "أدلة" على قيام موظفي الإغاثة الدولية بأعمال تجسسية.
وأكدت الوزارة، في بيان رسمي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أن هذه الادعاءات "لا تعدو كونها ذريعة واهية تهدف إلى تبرير سلسلة الإجراءات التعسفية التي تنتهجها المليشيات الحوثية ضد المنظمات الإنسانية الدولية". وأشار البيان إلى أن تلك الإجراءات تشمل اقتحام مكاتب المنظمات، وتوقيف موظفيها المحليين، ومصادرة معداتها، فضلاً عن فرض قيود مشددة على حركة العاملين في المجال الإنساني.
وأوضح البيان أن هذه الممارسات "تهدد بشكل مباشر استمرار البرامج الإغاثية المنقذة للحياة، والتي يعتمد عليها ملايين اليمنيين في مناطق متعددة من البلاد، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة".
وأضافت وزارة الخارجية أن "هذا النهج العدائي تجاه العمل الإنساني يُعدّ تصعيداً خطيراً ينضاف إلى سجلّ طويل من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات، والتي تشمل تسييس المساعدات الإنسانية، واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بما يُخالف المبادئ الإنسانية الأساسية والقوانين الدولية ذات الصلة".
وفي سياق متصل، جدّدت الوزارة دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة العاملة في اليمن، مشددة على أهمية استمرار هذه الجهود في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها الشعب اليمني منذ أكثر من عقد.
كما حذّرت وزارة الخارجية من "خطورة استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات المتكررة"، مؤكدة أن هذا الصمت يُشجّع الجماعة على مواصلة استهداف العاملين في المجال الإنساني، ويُقوّض جهود الإغاثة في مناطق سيطرتها.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمنظمات الإنسانية ذات الصلة، إلى "اتخاذ موقف واضح وحازم إزاء هذا السلوك العدواني"، وممارسة "أقصى درجات الضغط على المليشيات الحوثية لوقف انتهاكاتها الفاضحة"، و"ضمان بيئة آمنة ومحايدة ومستقلة للعمل الإنساني في جميع أنحاء اليمن".
ويأتي هذا البيان في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية تحديات متزايدة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين، جرّاء القيود المفروضة من قبل الجماعة الحوثية، ما يفاقم من معاناة المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.