السبت 18 أكتوبر 2025 11:32 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بازار العاصمة عدن يُضيء شعلة الأمل: 71 مشروعًا منزليًّا يجسّدون ريادة الأعمال ويعيدون إحياء التراث العدني

الأحد 19 أكتوبر 2025 12:32 صـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
من ال بازار
من ال بازار

في أجواءٍ تنوّعت بين البهجة والحيوية، وامتزجت فيها رائحة التراث العدني العريق بنَفَس الابتكار الحديث، احتضن منتجع عدن مول السياحي، على مدى يومي الخميس والجمعة، فعاليات "بازار العاصمة عدن"، الذي نظّمه نادي رجال الأعمال ضمن مشروع "تعزيز" المدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). وجاءت هذه المبادرة كحلقةٍ محورية في سلسلة جهود تهدف إلى تمكين الأسر المنتجة، ودعمها لتصبح شريكًا فاعلًا في دفع عجلة الاقتصاد المحلي.

منصةٌ للطموح... ومرآةٌ للهوية

جمع البازار تحت سقفه أكثر من 71 مشروعًا منزليًّا من مختلف مديريات العاصمة عدن، ممثلةً طيفًا واسعًا من الإبداعات المحلية التي تحوّلت من شغفٍ شخصي إلى مشاريع اقتصادية ناجحة. وتوزّعت المعروضات بين الأطعمة الشعبية العدنية التي تفوح منها نكهة الماضي، والحِرف اليدوية التي تحكي قصصًا من الصبر والإتقان، مرورًا بـالمشغولات الفنية والتجميلية، ووصولًا إلى الإكسسوارات المصممة بذوقٍ يعكس هوية عدن الفريدة. وقد شكّلت مشاركة النساء والشباب الطموحين لبّ الحدث، إذ حوّلوا مواهبهم إلى مشاريع تحمل بصمة محلية لا تُضاهى.

ركن التراث: نافذةٌ على عدن القديمة

ومن بين أبرز ما لفت انتباه الزوّار، كان الركن التراثي، الذي شكّل لوحةً حيّة من ذكريات عدن القديمة. فقد عُرضت فيه أدوات منزلية وأوانٍ تقليدية لا تزال بعضها مستخدمة حتى اليوم، مثل المِشجب الذي كان يُعلّق عليه السكان ملابسهم لتبخيرها بروائح العود والمسك، إلى جانب المباخر، والمراوح اليدوية، وأواني النحاس التي أضفت على المكان لمسةً من الحنين والهوية. ولم يكن هذا الركن مجرد عرضٍ جمالي، بل رسالة ثقافية واضحة تُذكّر الجميع بأهمية الحفاظ على الموروث المحلي، الذي شكّل عبر العقود الهوية الاجتماعية والإنسانية لمدينة عدن.

إشادة واسعة... وآمالٌ متجددة

وأبدى الزوّار إعجابهم الكبير بالتنظيم، والتنوع، والجودة التي تميّز بها البازار، مشيدين بدوره في إحياء روح العمل والإنتاج، وفتح آفاقٍ حقيقية أمام الأسر العدنية للظهور والنمو. وقال أحد الزوّار: "هذا ليس مجرد بازار، بل معرض للهوية، وسوق للفرص، ومنبر للأمل".

من مبادرةٍ مؤقتة إلى روافد اقتصادية مستدامة

وأكد منظّمو الحدث أن نجاح "بازار العاصمة عدن" يُعدّ خطوةً أولى نحو إطلاق سلسلةٍ من الفعاليات المشابهة ضمن مشروع "تعزيز"، بهدف ضمان استدامة الدعم والتسويق للأسر المنتجة. ويشكل هذا النهج تحولًا استراتيجيًّا من تقديم مساعدات مؤقتة إلى بناء منصات دائمة تُمكّن هذه الأسر من المنافسة في السوق المحلي، وتوسيع نطاق أعمالها، والمساهمة الفاعلة في إعادة إحياء الاقتصاد العدني.

وباختتام فعالياته، لم يكن البازار مجرد مساحة للعرض والبيع، بل منارةً لريادة الأعمال، وجسرًا بين الماضي والمستقبل، وفرصةً حقيقية لنساء وشباب عدن ليقولوا للعالم: "نحن هنا، ننتج، نبتكر، ونبني".

موضوعات متعلقة