الأربعاء 3 سبتمبر 2025 08:46 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”إطار سيارتك في خطر! موقع واحد في صنعاء يُنهك جيوب السائقين يوميًا”

الأربعاء 3 سبتمبر 2025 09:41 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
الموقع
الموقع

في ظل غياب شبه تام للخدمات العامة وانهيار الصيانة البلدية، باتت شوارع صنعاء تحت سيطرة جماعة الحوثي تشهد تدهورًا متسارعًا، لا سيما في البنية التحتية للطرق.

216.73.216.131

ومن أبرز مظاهر هذا الإهمال، منطقة السائلة، حيث تحول الطريق تحت جسر السجن المركزي إلى ما يشبه "مقبرة متحركة" للإطارات، بعد تفاقم الحفر والمطبات دون أي تدخل رسمي منذ سنوات.

ما كان يمكن اعتباره مشكلة تقنية بسيطة، بات الآن رمزًا لفشل الإدارة المحلية، وسط تساؤلات جوهرية: هل هذا مجرد إهمال أم جزء من صورة أوسع لإدارة تُركز على الجوانب الأمنية والعسكرية وتُهمِل الشأن المدني؟

ففي مشهد يعكس حالة الإهمال الممنهج، يشكو سكان وأهالي صنعاء من تكرار حوادث تلف إطارات السيارات في منطقة السائلة، خصوصًا عند المرور تحت جسر السجن المركزي.

ووصف كثيرون المكان بأنه "فخ يومي" لا يُمكن تجنبه، خاصة للمواطنين والسائقين الذين يعتمدون على هذه الطريق كشريان رئيسي للتنقل بين أحياء العاصمة.

وأكد عدد من السائقين أن الحفر العميقة والتشققات الواسعة في السطح الإسفلتي، الناتجة عن سنوات من الإهمال وغياب الصيانة، تسببت في تمزق جوانب الإطارات بشكل مفاجئ، حتى عند السير بسرعات منخفضة.

"مرة، مرتين، ثلاث مرات... خسرت أربعة إطارات في شهر واحد فقط"، يقول "يحيى المطري"، سائق تاكسي، مضيفًا:
"كل ما أُمرّ من هنا، أُحسب التكلفة. المشكلة ليست في الإطار، المشكلة في من يُدير المدينة. هل يُعقل أن تمرّ كل هذه الدوريات العسكرية والمسؤولين من هنا ولا يُحرك أحد ساكنًا؟"

ويُشير مهندسون في مجال الطرق إلى أن الحفرة الرئيسية تحت الجسر توسعت بشكل كبير بسبب تسرب المياه من شبكة الصرف الصحي، وهو ما يُعدّ دليلاً على تراكم الأزمات: إهمال الطرق + تدهور شبكات الصرف + غياب الرقابة.

وفق تقديرات محلية جمعها فريق التحقيق، يتعرض ما بين 10 إلى 20 مركبة يوميًا لأضرار في الإطارات نتيجة المرور من هذه النقطة، بمتوسط تكلفة إصلاح أو استبدال تصل إلى 350 ألف ريال يمني للإطار في بعض الأحيان، ما يعني خسائر جماعية تُقدّر بـ 5 مليون ريال يمني يوميًا – مبلغ يُعادل رواتب مئات الموظفين الشهرين في ظل الانهيار الاقتصادي.

الصمت الحوثي: إدارة تُهمِل المدني وتُعزز الأمني

رغم تكرار الشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم بلاغات رسمية لفرع هيئة الطرق في صنعاء، تظل الاستجابة شبه معدومة. ويشير مراقبون إلى أن أولويات السلطة الحوثية تتركز على الجوانب العسكرية والأمنية، بينما تُهمَل الخدمات الحيوية مثل صيانة الطرق، وإصلاح الإنارة، وتحسين شبكة النقل.

"هم يبنون متاريس، ويدربون مقاتلين، ويُصدّرون خطب الجمعة... لكنهم لا يُصلحون حفرة في طريق عام"، يقول مهندس مدني طلب عدم الكشف عن اسمه.
"البنية التحتية تنهار أمام أعين الجميع، لكن لا أحد يسأل – لأن لا رقابة، ولا مساءلة، ولا مؤسسات حقيقية".

رغم أن الموقع يقع في قلب العاصمة، وتحت جسر يُستخدم يوميًا من قبل قوات أمنية وعسكرية تابعة للحوثيين، فإن أي عمل ترميمي لم يُنفَّذ منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفق شهادات السائقين والسكان.

موضوعات متعلقة